مقالات مرتبطة
لم تكن تلك المرّة الأولى التي يُخيّب فيها الحريري آمال قيادة معراب. ما حصل بموضوع وزارة العدل، دليلٌ آخر. «الحريري وعَدَنا بها»، يؤكّد النائب. ظنّت القوات اللبنانية أنّ رئيس تيار المستقبل بتّ بالأمر مع رئيس الجمهورية، «ليتبين أنّ الوزير غطاس خوري كان يتحدّث في أرمينيا مع عون، وفَهِم منه إمكانية التخلي عن العدل. بناءً عليه عرضها الحريري علينا». إدارة فريق رئيس الحكومة للمفاوضات، والسعي الحثيث لإنهاء التشكيلة بأي ثمن، ربما يكونان السبب خلف هذه «الفاولات»، التي «تدفع ثمنها» القوات اللبنانية، وتُظهرها بأنها ترفع السقف ثمّ ما تلبث أن تُقدّم التنازل تلوَ التنازل. وعلى رغم كلّ شيء، «سندخل إلى الحكومة، لأنّه على العكس ممّا يعتقد الجميع، المُعارضة لأربع سنوات ستكون مُكلفة شعبياً، كما أنّنا لن نترك الفريق الثاني يتحكّم بمجلس الوزراء وحده». ماذا عن تأثير ذلك على الرأي العام القواتي؟ «هو واعٍ إلى أهمية أن نكون ممثلين». تواسي القوات اللبنانية نفسها بأنّ «الأهمّ من نوعية الحقيبة، اختيار وزراء يُحدثون فرقاً. في المرّة الماضية، اخترنا بيار بو عاصي وغسان حاصباني اللذين لم يكن حضورهما بين الناس كبيراً، لكننا استطعنا التأثير وتنفيذ جزء من مشروعنا». القسم غير المُنفذ، «نتحمّل نحن مسؤولية جزءٍ منه، وهناك العرقلة التي تعرضنا لها». حالياً، الثابت هي حقائب الشؤون الاجتماعية والثقافة وموقع نائب رئيس الحكومة، «والأسماء أصبحت جاهزة».
القوات: جنبلاط غدر بنفسه وما قام به أضعف معركتنا قليلاً
تقف القوات اللبنانية اليوم وحيدةً في معركتها الحكومية، بلا حلفاء (في لبنان) تسند ظهرها إليهم. رئيس الحكومة «يتصرّف وفق مصلحته، التي التقت هذه المرّة مع مصلحتنا». أما النائب وليد جنبلاط، فلم يطل الأمر قبل أن يلتفّ مُجدداً، مُسوياً وضعه مع رئيس الجمهورية. ما قيل عن اتفاق بين «القوات» والحزب التقدمي الاشتراكي، بأن يدخلا معاً إلى مجلس الوزراء أو أن يُكونا في «المعارضة» معاً، بقي خاضعاً لعامل اللاثقة بين جعجع والنائب السابق وليد جنبلاط. زيارة الأخير إلى قصر بعبدا وتسليمه ورقة بأسماء خمس شخصيات تنتمي إلى الطائفة الدرزية لاختيار احدها (أو أحد مرشّحي النائب طلال ارسلان الخمسة) «وزيراً درزياً ثالثاً»، وامتعاض «القوات» من الخطوة، يؤكدان ذلك. يرد النائب بأنّه «غير دقيق، لأنّنا لم نغدر بجنبلاط مرّة، على رغم كلّ المقالب التي نفّذها بـ14 آذار». هل هو الذي غدر بكم؟ «غدر بنفسه»، يجيب النائب القواتي، مُضيفاً بأنّ «ما قام به لم يُزعجنا، ولو أنّه في النقاط أضعف معركتنا قليلاً».