عشية الذكرى الـ75 لاستقلال لبنان، أُقيم في وزارة الدفاع، اليوم، حفل إزاحة الستار عن النصب التذكاري لمناسبة ما سمّي بـ«اليوبيل الماسي للاستقلال»، في حضور كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري، والرئيس المكلف سعد الحريري.وخلال الاحتفال، نوّه قائد الجيش، العماد جوزيف عون، بصمود لبنان في وجه «العواصف والمحن طوال الحقبة المديدة من الزمن»، معتبراً أن الاستقلال «لم يكن وليد تقاطع ظروف إقليمية ودولية مؤاتية فحسب، بل هو في جوهره ثمرة نضال اللبنانيين في وجه الاحتلالات والوصايات الأجنبية».
وفيما حثّ العسكريين على «الاستمرار على ما دأبوا عليه»، تحدّث قائد الجيش عن «الوجه الآخر لتضحيات العسكريين»، الذي يكمن في «محاربة الإرهاب الذي تم طرده من أرضنا». وفي ختام كلمته، عرّج عون على «الحالة الضبابية التي تلفّ المنطقة بأسرها في ظلال تحولات كبرى مرتقبة»، ورأى أنه «سيكون لها دون شكّ انعكاسات» على لبنان.
كذلك، توجّه إلى رئيس الجمهورية بالقول: «على عاتق عهدكم مسؤوليات جِسام ملقاة، ليس أقلها استكمال المهمات الوطنية».



في ما يلي أبرز ما جاء في كلمة قائد الجيش:
في هذه المناسبة العزيزة نؤدي واجب الوفاء لأبطال ما استكانوا ولا خضعوا لمحتل.
صحيح أن الاستقلال جاء تتويجاً لملاحم تاريخية امتدت عبر أجيال متعاقبة، إلا أن الأهم يبقى واجبنا في استكمال السيادة، في معارك قد يكون بعضها سلمياً وبعضها الآخر دموياً.
وجب علينا أن نحمي المكاسب وأن نرتقي بها، على رأسها الدولة بمؤسساتها، باعتبارها الضامن الوحيد لاستمرارية المجتمع وتماسكه وأمنه.
إلى العسكريين: شعبكم اليوم يتطلع إليكم بفخر وإباء بعدما دحرتم الإرهاب بوجهه العسكري ودمرتم البنية التحتية لخلاياه الأمنية، في الوقت الذي بقيت قبلة أعينكم الحدود الجنوبية حيث العدو الأساسي (…). أعلم أنكم توّاقون لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا واستكمال انتشاركم فيها، كما في الجزء الشمالي من بلدة الغجر المحتلة.
إلى اللبنانيين: لأن الأمن شرط أساسي لأي استقرار، أناشدكم إلى تجديد ثقتكم بالجيش.
الحالة الضبابية التي تلفّ المنطقة بأسرها سيكون لها دون شكّ انعكاسات على بلدنا، فضلاً عن الظروف الدقيقة التي يمرّ بها لبنان.
يتحتّم على الجيش البقاء في أعلى درجات اليقظة والاستعداد لمواجهة تحديات هذه المرحلة التي تشكّل جسر عبور إلى مرحلة واعدة.