في لقاء مع «تشاثام هاوس» في لندن، على هامش مشاركته في «منتدى الاستثمار اللبناني البريطاني» في لندن، أعلن الرئيس سعد الحريري أن الحكومة ستشكَّل قريباً، ربما قبل نهاية العام الحالي، خصوصاً أنّ الاستقرار الاقتصادي أهم من أيّ أجندة سياسية. وفي سياق التصعيد الإسرائيلي، أكّد أنّ لبنان يريد تفادي التصعيد الذي يبدو نتنياهو مصراً عليه.
في مسألة تشكيل الحكومة:
الحكومة ستشكَّل قريباً، لأنّ الكلّ يعلم أنّ الاستقرار الاقتصادي أهمّ من أيّ أجندة سياسية، وقد تُشكَّل قبل نهاية السنة، أو مطلع السنة الجديدة. نحن في المئة متر الأخيرة لتشكيل الحكومة.
منذ أيّار/ مايو، لم أوفّر جهداً لتشكيل الحكومة وتأمين تمثيل عادل فيها، ولبنان لا يستطيع الاستمرار من دون حكومة.
لن أقدّم التنازلات دائماً، وما يُطلب مني اليوم حكوميّاً ليس في مصلحة لبنان.
لا أعتقد أنّ المسألة إقليميّة في مسألة الحكومة، وقد يبقى هناك عائق واحد، وأعتقد أنه سيحلّ.

الصراع مع إسرائيل:
لبنان يعيش في منطقة صعبة ومعقّدة، لذلك علينا أن نعمل جاهدين لتفادي توسّع النزاعات في سوريا كي لا تصل إلى لبنان، وأن نتفادى التصعيد الذي يبدو أنّ نتنياهو مصرّ عليه.
يجب تطبيق القرار 1701 بحذافيره، وإسرائيل يجب أن تحاسَب على الكثير من الانتهاكات التي ارتكبتها. سمعتم عن الأنفاق، ولكن هل سمعتم عن الخروقات الإسرائيلية لأرضنا وأجوائنا ومياهنا؟ هل هذا عادل؟
كم حرباً شنّتها إسرائيل على لبنان؟ هل أضعف ذلك «حزب الله»؟ المسألة إقليمية وإيرانيّة. ولمعالجتها، يجب أن نجلس إلى الطاولة، ولكنّ نتنياهو لا يريد السلام.
إذا قرّرت إسرائيل أن تشنّ حرباً على لبنان، أقول شيئاً واحداً: إنّ الحرب لم تُجدِ نفعاً من قبل، والطريق الوحيد نحو الأمان هو عبر الحوار.
مهمّة تفادي التصعيد يصعّبها وجود النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين والتهديدات التي أطلقتها إسرائيل ضدّ لبنان.


محلياً:
هناك اتّفاق مع رئيس مجلس النواب والنواب على أن تسير القوانين الإصلاحية في مسار سريع.
بعد انتخاب الرئيس عون، قرّرنا أن نضع خلافاتنا جانباً ونركّز على ما هو مفيد للبلد.
لبنان سيعتمد سياسة النأي بالنفس، وسيُبقى عليها كما كانت في الحكومة السابقة.
لن أغيّر رأي حزب الله بإيران، ولا يستطيع الحزب أن يغيّر رأيي بالسعودية، ولذلك وضعنا هذه الخلافات جانباً.
علاقتي جيّدة جداً مع المملكة العربية السعودية، وهناك عدد من الاتفاقات التي ستُوقَّع مع المملكة فور تشكيل الحكومة.
همّي الأساسي السَّير بمقررات مؤتمر «سيدر».
استراتيجيتنا أن نُعِدّ البنى التحتية في لبنان كي تكون محطة الانطلاق للشركات الأجنبية من أجل المشاركة في إعمار سوريا والعراق وكذلك ليبيا.
لدينا مشاريع مهمّة لضخّ الأموال إلى لبنان، ونسعى إلى مزيد من الانفتاح في القطاع الخاص.
ما حصل في مسألة النفايات والكهرباء مسؤوليتنا جميعاً، ولدينا الآن مشاريع في قطاعي الكهرباء والاتصالات وغيرها.
مسألة النفط والغاز في البحر المتوسّط ستغيّر المعادلة في المنطقة وتنقل الشعوب من مستوى إلى آخر.

إقليمياً:
موقفنا تجاه القضية الفلسطينية هو موقف الإجماع العربي الدائم لحلّ الدولتين.
لم نركّز في السابق على العلاقات الاقتصادية مع العراق، إلّا أنّ هذا الأمر يجب أن يتغيّر الآن.
انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، قرار أميركي، وتبعاته بدأت تظهر، كذلك فإنّ مستوى التوتّر عالٍ جداً، وأخاف من أيّ خطوة قد تقوم بها أيّ دولة وتنعكس على لبنان.
الأسد في وضع ضعيف، وعليه أن يستمع إلى الروس والإيرانيين.