نجا لبنان «بأعجوبة» من كارثة إنسانيّة كادت تُسقِط طائرتين مدنيتين في أجوائه، حين استهدفت الطائرات الإسرائيلية ريف دمشق الغربي، والجنوبي الغربي، من فوق الأراضي اللبنانية، في عدوان تمّ، مرةً أخرى، «تحت غطاء طائرتين مدنيتين»، وفق ما أكّدت وزارة الخارجية الروسية.وقال وزير الأشغال العامة والنقل، يوسف فنيانوس، في اتصال مع الرئيس سعد الحريري، إنّ لبنان «نجا بأعجوبة»، يوم أمس، من «كارثة إنسانيّة كادت تصيب ركّاب طائرتين مدنيتين في الأجواء اللبنانية، أثناء استباحة الطيران الإسرائيلي المعادي الأجواء اللبنانية في عدوانها على جنوب دمشق».
وفي بيانين منفصلين، أوضحت وزارتا الخارجية والدفاع الروسيتان أن العدوان الإسرائيلي على سوريا، تمّ، مرةً أخرى، «تحت غطاء طائرتين مدنيتين متّجهتين إلى مطارَي دمشق وبيروت».
وأعربت «الخارجية» عن قلقها «جرّاء الضربات وطريقة تنفيذها»، مشيرةً إلى «انتهاك صارخ لسيادة سوريا». وأضافت إنّه «وفقاً للمعلومات الواردة، فقد هاجمت 6 طائرات من طراز «إف 16»، تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي ضواحي دمشق، وذلك أثناء وجودها في المجال الجوي اللبناني»، وهو ما أكّده الناطق باسم «الدفاع» الروسية، إيغور كوناشنكوف، الذي قال إنّ «الهجوم جاء من الأجواء اللبنانية»، فيما كانت «طائرتان، غير روسيتين، تستعدّان للهبوط في مطارَي بيروت ودمشق». وقال إنّ قيوداً فُرضت على استخدام الدفاعات الجوية السورية «لتفادي كارثة»، مشيراً إلى أنّ إحدى الطائرتين أُعيد توجيهها إلى قاعدة جوية روسيّة في سوريا.
واستخدم سلاح الجو الإسرائيلي خلال العدوان «16 صاروخاً موجهاً من طراز (جي بي يو-39)»، بحسب كوناشنكوف الذي أكّد أنَّ «الدفاع الجوي السوري نجح في اعتراض 14» منها، مبيناً أنّ «سقوط الصاروخين الإسرائيليين على المركز اللوجستي، التابع للواء 138 للجيش السوري، أسفر عن إصابة 3 جنود سوريين».
وكانت موسكو قد اتهمت إسرائيل في 17 أيلول/ سبتمبر الماضي، باستخدام طائرات أخرى غطاء لغاراتها، عندما أسقطت الدفاعات الجوية السورية، خطأً، في معرض ردّها على العدوان، طائرة روسيّة، ما تسبّب في مقتل 15 عسكرياً روسياً. حينها، اتّهم الجيش الروسي الطيّارين الإسرائيليين باستخدام الطائرة الروسية غطاءً للإفلات من نيران الدفاعات السورية. وأعلنت روسيا بعدها تسليم منظومة صواريخ «أس 300» الدفاعية لسوريا.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، ليل أمس الثلاثاء، نقلاً عن مصدر عسكري، أنّ الدفاعات الجوية «تصدّت لصواريخ معادية أطلقها الطيران الحربي الإسرائيلي من فوق الأراضي اللبنانية». وأضافت الوكالة إن الدفاعات الجوية تمكّنت «من إسقاط معظم الصواريخ قبل الوصول إلى أهدافها»، موضحة أنّ «أضرار العدوان اقتصرت على مخزن ذخيرة وإصابة ثلاثة جنود بجراح».
من جهتها، أكّدت وزارة الخارجية السورية، في بيان، أن «العدوان الإسرائيلي الغادر يأتي في إطار المحاولات الإسرائيلية المستمرة لإطالة أمد الأزمة في سوريا والحرب الإرهابية التي تتعرّض لها، ولرفع معنويات ما تبقى من جيوب إرهابية عميلة لها». ورأت أنّ «استمرار إسرائيل في نهجها العدواني الخطير ما كان ليتمّ لولا الدعم اللامحدود والمستمر الذي تقدمه لها الإدارة الأميركية».
ودانت وزارة الخارجية والمغتربين الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت سوريا، مؤكدةً على «حق سوريا في الدفاع المشروع عن أرضها وسيادتها». ودعت، في بيان، المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى «إدانة هذه الغارات ولاستعمال الطائرات الإسرائيلية الأجواء اللبنانية لشنّ هجمات على دولة شقيقة، في خرق واضح للقرار 1701». ولفت البيان إلى أن وزير الخارجية جبران باسيل «أعطى تعليماته إلى مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة لتقديم شكوى أمام مجلس الأمن بالخروقات الإسرائيلية الخطيرة التي تهدّد الاستقرار في المنطقة».