في معرض تأكيده أن ما نُشر في صحيفة الرأي الكويتية قبل أيام ليسَ إلا «كلاماً خاطئاً في توقيت سيّئ»، كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يكرّر قاعدة أساسية تنطلق منها المقاومة دوماً، وهي أن إسرائيل عدو غدار واحتمالات الحرب تبقى قائمة. وهو لا شك كان يوجه رسالة إلى الإسرائيليين بأن محور المقاومة جاهز في كل لحظة للتصدي لأي عدوان. وهي الرسالة الأساس التي تعمّد نصر الله إسماعها للجميع في الداخل والخارج، في ظل تصاعد التهويل بشن حرب على لبنان وحزب الله. وفي كلمة له خلال الاحتفال الذي أقيم بالعيد السنوي لـ«كشافة الامام المهدي»، علّق على التقرير الذي أوردته صحيفة «الراي» (نسبت الصحيفة إلى نصر الله قوله في اجتماع داخلي حزبي إن العدو سيشن حرباً على لبنان الصيف المقبل، وإنه، أي الامين العام لحزب الله وقيادات الصف الأول في الحزب قد يُستَشهدون في هذه الحرب)، فأكد أن «مضمونه خاطئ»، لافتاً إلى «أنني لم أقل في أي جلسة من الجلسات ولا مع نفسي حتى، إن هناك حرباً إسرائيلية على لبنان في الصيف، ولم أقل في أي جلسة إنه إذا حصلت حرب فأنا لن أكون بينكم، فأنا لا أعلم بالغيب». وقال نصر الله إنه، وفق تحليله الشخصي لا بحسب قراءة قيادة المقاومة، يستبعد شنّ العدو حرباً على لبنان، ربطاً بعدم جاهزية الجبهة الداخلية في الكيان الصهيوني، «ولو أن إسرائيل عدوّ طمّاع وطبيعته المكر والغدر، وكل الاحتمالات يجب أن تبقى قائمة في حسابتنا». كما اعتبر أن توقيت النشر «سيّئ، لأننا على أبواب فصل الصيف وهذا يسيء إلى البلد، وأنا أحذر من حملة منسّقة ومرتّبة، والأمور تحتاج دائماً إلى تدقيق». وعلّق على ما نقلته قناة «العربية» قبل أيام عن اشتباكات بين القوات الروسية والإيرانية في حلب ودير الزور ودخول حزب الله على خط القتال بأن «هذا كله كذب ولا أساس له من الصحة، بل التعاون مستمر كما هو في السابق، بالرغم من بعض التباينات السياسية في مكان ما». وفي السياق نفسه، تطرّق إلى ما نشر عن عقوبات ستفرض على حلفاء لحزب الله، كالرئيس نبيه بري وحركة أمل والتيار الوطني الحر، مؤكداً أن «هذه الأخبار هي من صنع سياسيين وإعلاميين يأملون ذلك، لذلك يجب الحذر مما يُنشر».وفي ما يتعلق بالوضع المالي في لبنان، أوضح أن «هناك إجماعاً على أن الوضع المالي صعب ومأزوم، كما هناك إجماع على وجوب الحل حتى لا نصل إلى الإفلاس والانهيار الاقتصادي». وأضاف «كنا نتمنى لو أن القادة السياسيين يذهبون إلى الحل بمحض إرادتهم، لكن يبدو أننا ذاهبون مجبرين بسبب شروط سيدر والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي»، مشيراً إلى أن «هناك إجماعاً على أهمية تعاون جميع القوى السياسية في إيجاد الحل بمعزل عمن هو المسؤول عمّا وصلنا إليه، لأن المشكلة هي في وجهنا جميعاً والحل يحتاج إلى تعاون الجميع، ولن يكون سهلاً بل يحتاج إلى قرارات شجاعة وجدية». بالنسبة إلى حزب الله قال إنه «سيتحمل مع القوى السياسية جانباً من المسؤولية في المناقشة والتصويت في مجلس الوزراء، وهو منفتح على كل نقاش، لكن لدينا ثوابتنا القديمة التي لا تدخُل في أي مزايدات، وهي عدم المس بالفئات الفقيرة وذوي الدخل المحدود وعدم فرض أي ضرائب جديدة عليها، وهذا الأمر خط أحمر»، داعياً «الجميع الى نقاش جاد بعيداً عن المزايدات والشعبوية». وأعلن أن الحزب ينظر الى ما يجري من نقاشات حول الموازنة على أنه «بداية الإصلاح المالي والإداري الحقيقي»، قائلاً إنه خلال الأيام الماضية «نحن في حزب الله عكفنا على جلسات مكثفة، وجاهزون من يوم الأربعاء لنعلق في مجلس الوزراء أو في لقاءات داخلية، لأن نعبّر عن مواقفنا وآرائنا ونكون جزءاً من اتخاذ القرار المناسب».
الموقف السعودي والإماراتي بشأن أسعار النفط معيب


وعلّق نصر الله على كلام وزير الخارحية الأميركي مايك بومبيو الذي أعلن أن لا تمديد للإعفاءات التي كانت ممنوحة لبعض الدول التي تشتري النفط الإيراني، معتبراً أن القرار الأميركي «سيواجه تحديات، لأن الأسعار سترتفع في حال توقف العرض الإيراني، لكن بومبيو تحدث عن وعود سعودية وإماراتية لتغطية النقص في أسعار النفط». واعتبر أن هذا القرار هو «مشهد من مشاهد الاستكبار والطغيان والعدوان الأميركي على دولة كبيرة ومهمة وشعب، لا بل هو عدوان على العالم كله، لأنه يضرب عرض الحائط بمصالح حلفاء كبار وكل شيء اسمه الأمم المتحدة». وأوضح أن «الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد معاقبة إيران وفنزويلا وسوريا، وما فشلوا في إنجازه عسكرياً يريدون الوصول اليه بالعقوبات. وسأل «لماذا تعاقب ايران وفنزويلا وقبلهما سوريا، واليوم يعدّون عقوبات ضد سوريا؟ ما يؤكد أنه في ظل الادارة الاميركية هناك شريعة غاب؛ فالاميركي يدعم الإرهاب ويقتل الآلاف ويدّعي أنه يحارب الارهاب». وأضاف «هذا العالم الذي يسكت عن عدوان ترامب على إيران، يفتح الباب أمام الاستباحة الأميركية للدول والشعوب، وهذا سياق شيطاني استكباري طغياني»، داعياً شعوب العالم ودوله الى «مواجهة ورفض القرارات الأميركية الاستعلائية الطغيانية».
وسأل السيد نصر الله «أليس الموقف السعودي والاماراتي بشأن أسعار النفط هو موقف معيب؟». ولفت الى أن «الأميركي لا يهمه لا السعودية ولا الإمارات، إنما تهمه مصالحه، والهدف هو محاصرة جيران الدولتين، ولذلك يجب الاضاءة على حقيقة سياسة هاتين الدولتين امام العالم العربي والاسلامي، حقيقة موقفهما في السودان وليبيا واليمن والجزائر والبحرين». وأكد أن «الجماعات الإرهابية فكرها من فكر المؤسسة الدينية السعودية وبنفس الأفكار التي جاءت بها لقتل شعوب المنطقة تجعل هؤلاء ينقلبون عليكم وما جرى أمس في السعودية مصداق لمقولة طابخ السم آكله». واستنكر نصر الله المجازر التي وقعت في سريلانكا بحق مصلين مسيحيين في عيد الفصح، متمنياً ألا يكون مرتكبوها من المسلمين، ولافتاً إلى أن تورّط مسلمين فيها يعني وجود قرار بالسعي إلى إشعال حرب دينية بين المسلمين والمسيحيين.