(مروان طحطح)
حُمل الراحل في نعش بسيط، بعدما نقل النعش الذي صممه الفنان رودي رحمة الى متحفه في ريفون، إلى المذبح الأخير في صلاة الوداع، حيث رفعت صور صفير مع كلمة وداعاً.
عند الخامسة، أقيمت رتبة الجناز بمشاركة رؤساء الطوائف المسيحية أو ممثلين عنهم، وجمع غفير من الأساقفة والراهبات والرهبان، وحضور رسمي، تقدّمه رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، بمشاركة ممثلين لدول عربية وغربية، أبرزهم الوزير الفرنسي جان إيف لودريان، ورؤساء سابقين ووزراء ونواب، بعضهم رافق صفير سنوات طويلة وعرفه عن كثب.
وُدِّع صفير بإنجيل الراعي الصالح، وألقى البطريرك الماروني عظة، استعرض فيها حياة سلفه وثقافته ودوره الكنسي. كما عدّد صفاته ودوره، لافتاً إلى حجم الحشود التي رافقت وداع صفير. وشكر الحكومة لإعلانها الحداد الوطني، وتحدث عن مشاركته معه في سنوات الخدمة منذ تسلّمه مهماته بطريركاً وما مر به من تحديات واعتداءات وتمسكه بالحرية والسيادة والاستقلال، متمثلاً بالبطريركين الياس الحويك وبولس المعوشي، فكان «لنا قدوة في صبره وصلاته لأنه آمن بأن الصليب يؤدي حكماً إلى القيامة». وتحدث عن علاقته وتنسيقه مع البابا يوحنا بولس الثاني ولقاء قرنة شهوان، ودوره في الكنيسة المارونية والإصلاح الكنسي. ووقوفاً، ألقى الموفد الباباوي الكاردينال ليوناردو ساندري كلمة البابا فرنسيس، حيّا فيها صفير «الرجل الحر الشجاع، الذي قام برسالته في ظروف مضطربة، مدافعاً عن سيادة بلده واستقلاله»، مشيراً إلى أنه سيبقى وجهاً لامعاً في تاريخ لبنان».
ومنح عون البطريرك صفير الوشاح الأكبر من وسام الاستحقاق اللبناني.
في ختام الجنّاز، وعلى وقع تراتيل بالسريانية، حمل الأساقفة جثمان البطريرك، وداروا به ثلاث مرات حول المذبح، وقرّبوه منه في قبلة الوداع الأخيرة للمذبح، كما يفعل الكاهن في ختام قداسه. ثم نقل صفير في رحلته الأخيرة على أكفّ الكهنة والأساقفة وعلى وقع ترتيلة «مجد لبنان أعطي له» التي رافقته إلى مثواه الأخير في مدفن البطاركة في بكركي.