الإشكالات التي شهدتها ساحة الاعتصام في طرابلس، مساء أول من أمس، وخروج بعض المشاركين فيه عن إطاره السلمي باعتدائهم على فروع مصارف (بنك البحر المتوسط والبنك اللبناني الفرنسي) ومحال تجارية («باتشي» الذي يملكه وزير الاتصالات محمد شقير)، لم تحل دون توافد المئات إلى ساحة عبد الحميد كرامي (النور)، أمس، وسط حضور طاغٍ لطلاب الجامعات والعاطلين عن العمل، فضلاً عن عائلات نزلت بأكملها للمشاركة في التحرك الذي حرص منظّموه على منع إشعال إطارات مطاطية خلاله، وعلى أن يبقى سلمياً.الاستياء في صفوف المحتجين من خطاب الرئيس سعد الحريري، أول من أمس، كان كبيراً، فيما سُجّلت مشاركة لافتة لمؤيدين سابقين لتيار المستقبل ابتعدوا عنه إما بسبب تبدّل مواقفه السياسية، أو بعدما أوقف عنهم المساعدات والخدمات. «من لم يفعل شيئاً منذ 3 سنوات، ماذا سيفعل في 72 ساعة؟»، كان السؤال الأبرز على لسان كثيرين، فيما أشار البعض الى أن «من لم يدفع لموظفيه رواتبهم ورماهم في الشارع، لن يهتم ببقية اللبنانيين»، وخصوصاً أنه «لا يملك قراره، وأن من يحكم البلد هما (السيد حسن) نصر الله و(الوزير جبران) باسيل». والأخير نال النصيب الأكبر من الشتائم والاتهامات، فيما كان لافتاً أن علم التيار الوطني الحر وحده، من بين أعلام الأحزاب السياسية، أحرق وسط الساحة، وأن مكاتب التيار (اثنان في طرابلس وجبل محسن وثالث في الضنية)، وحدها اعتدي عليها وحُطمت محتوياتها وأُحرقت.
في غضون ذلك، تواصل اعتصام المحتجين أمام قصر الرئيس نجيب ميقاتي في منطقة الميناء. وأقدموا أمس على قطع الطريق المؤدية إليه بحاويات النفايات، ما دفع بمصادر ميقاتي الى التساؤل: «لماذا التهجّم علينا فقط، وهل خدم باقي النواب والقوى السياسية طرابلس أكثر منّا؟».