زمن طويل مرّ لم تشهد خلاله مدن بعلبك - الهرمل وبلداتها تجمعات شعبية باستثناء تلك المتعلقة بمناسبات دينية أو احتجاجاً على أحداث أمنية. غابت المطالب المعيشية منذ سنوات، رغم المشاكل الحياتية والخدماتية والبيئية على امتداد المحافظة. ما فرّقته السياسة، طوال السنوات الماضية، بين عرسال وجارتها اللبوة، جمعه شظف العيش والحرمان. منذ أيام، تحتضن ساحة اللبوة أبناء البلدتين مطالبين بـ«إسقاط النظام، لأن عم تطلع روحنا مع كل قسط ما عم نقدر ندفعو للمدارس، ومع كل واسطة لندخل مستشفى»، كما تقول فاطمة عز الدين. السيدة الأربعينية وعدد من أهالي بلدتها عرسال اعتصموا أمس، لليوم الثالث، في ساحة اللبوة. «اللي عم تعيشو عرسال من مظلومية من قبل الدولة خدماتياً عم تعيشو اللبوة والنبي عثمان والفاكهة وراس بعلبك والهرمل وبعلبك والمنطقة كلها... ومطالبنا ليست أقل من إسقاط النظام بأكمله، لأنهم أرهقونا بأكاذيبهم ورؤيتهم الاقتصادية الفاشلة المتمثلة في سرقة الشعب فقط»، يقول أحمد، الطالب في كلية الحقوق.
الاعتصامات التي شهدتها كل من الهرمل واللبوة والعين والنبي عثمان ودوار دورس ــ بعلبك وقرى غرب بعلبك تراجعت حدتها أمس بعد الدعوات للنزول الى بيروت والمشاركة الى جانب المعتصمين مركزياً في رياض الصلح وساحة الشهداء. إلا أن الساحات التي اختارها المعتصمون لحراكهم الاحتجاجي لم تخل من عدد كبير. وواصل عدد منهم الاعتصام أمام مبنى بلدية الهرمل وعند دوار دورس والفرزل ضد الغبن والبطالة وعدم بتّ قانون العفو العام وارتفاع معدلات ضحايا مرض السرطان في قرى المنطقة التي يخترق أراضيها مجرى نهر الليطاني.