بعيد الثانية بعد الظهر، انفجر الوضع الحذر في النبطية. مجموعة مؤلفة من عناصر شرطة البلدية ومناصرين لحزب الله وحركة أمل اقتحموا تجمع المتظاهرين، متسلحين بالعصي، واعتدوا بالضرب عليهم وفكوا منبر الخطابات ومكبرات الصوت. وأسفر الاعتداء عن جرح العشرات، من بينهم عشر إصابات نُقلت إلى مستشفى النجدة الشعبية، فيما خرج ثمانية من المصابين بعد تلقيهم العلاج. لكن ما حصل لم ينجح في مغادرة المتظاهرين الذين لملموا حراكهم وأعلامهم اللبنانية وهتافاتهم واستأنفوا تجمعهم في المكان نفسه. عصراً، تنادى العشرات من مناصري الحزب وأمل، من بينهم نساء وفتيان، اصطفوا قبالة تجمع المتظاهرين وهتفوا للرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله. ومنعاً لتكرار الاعتداء، انتشر الجيش والقوى الأمنية وشكلوا حاجزاً بشرياً وبالقواطع الحديدية. لكن المواجهة لم تنجح أيضاً في دفع المتظاهرين للانسحاب. ضباط الجيش والقوى الأمنية ومسؤولون في حزب الله تولوا التفاوض مع المتظاهرين لـ«الوصول إلى مخرج». المخرج الأولي تمثل بالموافقة على فتح مسلك من مسلكي الشارع الرئيس قبالة السراي، أمام حركة السيارات.
واقعة العصي في النبطية سبقتها ليل الثلاثاء واقعة الجرّافة قرب مستديرة كفررمان
اعتداء الظهر سبقته اتصالات مع المتظاهرين، من البلدية المحسوبة على الحزب وجمعية تجار النبطية المحسوبة على أمل، تطلب فتح الشارع أمام السيارات تمهيداً لاستعادة النشاط الاقتصادي. وفي بيان لها أصدرته بعد الاعتداء، قالت البلدية إن «شرطتها فتحت الطريق وأزالت العوائق بعد أن ارتفعت الأصوات في المدينة من الأهالي وأصحاب المحال تطالب بإعادة فتح السوق». بدوره أصدر «إمام النبطية» الشيخ عبد الحسين صادق بياناً استنكر فيه ما حصل في «مدينة الإمام الحسين بأن تنجر إلى حل الإشكال بالكباش والمواجهة». وإذ أكد على أن حق التعبير مقدّس، دعا لأن «يتم بشكل حضاري، فلا يمس بالقامات الوطنية والكرامات ويحافظ على مصادر الاسترزاق».
وفيما يستمر الاعتصام المفتوح في كفررمان، غادر معتصمو النبطية ليلاً كالعادة وجدّدوا موعد التجمع اليومي عند العاشرة من صباح اليوم أمام السراي.