العاشرة والنصف صباح اليوم، بدأ تجمّع الشبّان من قطاع الطلاب والشباب في الحزب الشيوعي اللبناني، والحركة الشبابية للتغيير، ومجموعة التأميم، وعدد من المستقلين اليساريين، قبل أن تبدأ جولتهم على فروع مصارف في الجميزة وساحة ساسين والتباريس. نقطة الالتقاء، حُدّدت أمام مبنى جمعية المصارف في الجميزة، لرمزيتها. لم يكن مُقرّراً أن يعتصم الشباب أمام مبنى الجمعية، على الرغم من ذلك «جذب» وجودهم عناصر مكافحة الشغب في قوى الأمن الداخلي، التي منعت المتحجين من الاقتراب من الباب الرئيسي. الردّ كان بإطلاق شعارات «حرامي حرامي سليم صفير (رئيس الجمعية) حرامي». حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، «حكم الدولار»، الدين العام، عناوين نالت نصيبها من الهتافات المعادية.كان من المفترض أن تشمل الجولة، المصارف في شارعَي بدارو والمشرفية، وبمشاركة عدد أكبر من المجموعات. إلا أنّ الطقس الماطر، و«عدم حماسة» البعض، أدّى إلى اقتصار الجولة على هؤلاء. انقسموا إلى مجموعتين، منطلقين «لغزو» فروع مصارف «فرنسا بنك»، «عوده»، «بيبلوس»، «سارادار»، «بنك ميد»، «بلوم بنك»...
حاول عناصر الدرك والأمن منع دخول المحتجين إلى داخل الفروع، فنجحوا مرات وفشلوا مرات أخرى. أمام مصرف «عوده» في الجميزة، خرجت مديرة الفرع «تتفاوض» مع الشبان، موافقةً فقط على دخول واحد منهم ليقرأ البيان من دون تصوير، مُتحججة بـ«الحفاظ على خصوصية الزبائن». كاميرات هؤلاء في الداخل كانت جاهزة لتوثّق ما يجري، والبيان الذي يلقيه محمد بزيع (قطاع الطلاب والشباب في الحزب الشيوعي)، عن «النموذج الاقتصادي الذي اتّبعته السلطة السياسية منذ الـ١٩٩٢ بالاستدانة بفوائد عالية من المصارف وكبار المودعين فيها. حققت المصارف طوال ٣٠ سنة، أكثر من ٨٠ مليار دولار أرباح الفوائد التي تدفعها الدولة». وأقل من «١٪ من المودعين يملكون ٥٠٪ من الودائع... وإلى جانب نهبها لخزينة الدولة والأُسر، تقوم المصارف اللبنانية بمخالفة القوانين اللبنانية ولا سيّما قانون النقد والتسليف، حيث ترفض التعامل بالليرة عندما يريد المواطن تسديد دفعاته بالليرة وتُصرّ على تقاضيها بالدولار، تضع سقفاً أسبوعياً على السحوبات، وتمتنع المصارف عن إعطاء صغار المودعين أموالهم». انطلاقاً من هذا الواقع، المطلوب «إجبار المصارف وكبار المودعين على دفع ثمن إنقاذ البلد من الانهيار بدءاً بشطب جزء من الدين العام وصولاً إلى مصادرة ودائع طبقة الـ١٪ وتأميم المصارف، مصادرة الأرباح التي حققتها المصارف عبر الهندسات المالية، وفرض ضرائب ثابتة على الودائع والفوائد وأرباح الشركات المالية والعقارات الكبيرة».
دخول بزيع وإلقاؤه البيان داخل «عوده»، ترافق مع «إنجاز» السماح لمواطنة بسحب مبلغ ١٠٠٠ دولار من حسابها. كانت الموظفة تقول لها «لا نستطيع أن نعطيكي أكثر من ٤٠٠ دولار»، والمواطنة تشرح لها حاجتها إلى المال، من دون نتيجة. وجود بشير نخال (قطاع الطلاب والشباب في الحزب الشيوعي) إلى جانب الفتاة ورفعه الصوت إلى جانبها، مضافاً إليه الحركة الاحتجاجية، دفعا موظفة المصرف إلى الاتّصال «بأحدهم» فأتت الموافقة سريعاً على سحب ١٠٠٠ دولار.
حمل المحتجون لافتة «تأميم المصارف»، وجالوا في شارع الجميزة صعوداً نحو الأشرفية، يُردّدون شعارات ضدّ حكم المصرف ورياض سلامة وكل «المنظومة» التي «حققت أرباحاً هائلة على حساب الشعب اللبناني»، كذلك ورد في المنشور الذي وزّعوه على المارة، مطالبين بأن يكون الحل «تأميم البنوك، يعني مصادرتهم للمصلحة العامة. هيدا البنك لإلنا وصار وقت الحسابات».
جولة اليوم على المصارف، حصلت أيضاً في صيدا وبعلبك وعكار. وهي الثانية، بعد جولة أولى نُظّمت في ٢٧ تشرين الأول الماضي، يوم دخلوا فروع مصارف في شارع الحمرا وقرأوا بيانهم.
(الأخبار)