فشل «ملتقى التأثير المدني» في إتمام ندوة دعا إليها أمس تحت عنوان «الحياد مفهوم استراتيجي لعودة ازدهار لبنان»، في خيمته «The Hub» في وسط بيروت. إذ أثار العنوان، ريبة كبيرة بين عدّة مجموعات شبابية تشارك في الحراك، عن الأهداف الحقيقية لمثل هذا العنوان، ومحاولات استغلال الملتقى وبعض الجمعيات الأخرى، التحركات الشعبية، لتحييد لبنان عن مسار سياسي بدأ بعد الحرب الأهلية وحُسم في محطات تحرير عام 2000 وحرب تموز عام 2006 ومستمر حتى الآن. ويتقاطع عنوان الندوة أيضاً، مع العناوين التي يرفعها المدرّس في الجامعة الأميركية مكرم رباح، وهو كان مقرّباً سابقاً من النائب تيمور جنبلاط، وبات من الأصوات المرتفعة عداءً لمشروع المقاومة في الآونة الأخيرة، وأحد أبرز وجوه الملتقى، ولا سيّما في مواقفه التحريضية التي ألقاها أخيراً في مؤتمر لمعهد واشنطن بثّ عبر الانترنت.ويربط رباح، والقيمون على الملتقى، بين الدعم المالي والاقتصادي للبنان من قبل الدول الغربية، وبين مواقفه السياسية، في دعوة مباشرة إلى المقايضة بين الازدهار وبين موقع لبنان الجيو ــ سياسي، ما يعني التفريط في نقاط القوة اللبنانية، في عودة إلى انقسام لبناني تقليدي يعود إلى ما قبل الحرب الأهلية، حول موقع لبنان تحديداً من الصراع مع العدو الإسرائيلي.
مع بداية الندوة أمس، وقع الدكتور وليد الداهوق في فخّ مصطلحاته، حين أصرّ على القول إن لبنان يجاور «دولة إسرائيل»، فما كان من عددٍ من الشبان من خلفيات يسارية وقومية، إلّا أن انتفضوا على كلام الداهوق، وحصل هرج ومرج في الخيمة، لم ينته إلا بعد حضور قوات من مكافحة الشغب، عملت على تفريق الحضور، وتمّ إلغاء الندوة. واعتدى عناصر مكافحة الشغب
على عدد من المحتجّين الذين اعترضوا على الندوة، علماً بأن القيّمين على الملتقى سبق أن استعانوا بمكافحة الشغب عندما سمعوا أصواتاً اعتراضية في ندواتهم.