قبل أيام قليلة، قدّم رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي فارس سعد استقالته من منصبه. هو الرئيس الرابع الذي يخرج من مكتبه خلال ولاية رئاسية واحدة، بدأت سنة 2016، مع النائب أسعد حردان، ثمّ الوزير الراحل علي قانصو، وبعده المحامي حنا الناشف. انتُخب سعد خلفاً للناشف، الذي استقال من منصبه بعد أن خيّره حردان بين: إقالته من قبل المجلس الأعلى، أو مُبادرته إلى تقديم استقالته.كان يُفترض أن تكون مهمة سعد مُسهلة، فتمر الأشهر العشرة المُتبقية من ولايته بأقلّ قدر من الأضرار، تحضيراً للمؤتمر الحزبي في حزيران، الذي سيشهد انتخاب قيادة قومية جديدة.
منذ بداية تسلمه مركزه، «بدأ الاختلاف في وجهات النظر»، كما يقول سعد في اتصال مع «الأخبار».
لماذا استقلت؟ يُجيب بأن الأسباب كثيرة، «ولكن وضعنا خطة حزبية بهدف لململة صفوف الحزب وإنهاء الأزمة المستمرة، الوضع الداخلي لم يسمح بتنفيذها. يوجد اختلاف في وجهات النظر، ولم يكن لدي مجال لأخلق أدوات تنفيذية جديدة». رأى سعد أنه «لا أُريد أن أكون عنوان أزمة جديدة. وحين ترى السلطة التنفيذية أنها غير قادرة على العمل، تستقيل».
خلال الحديث معه، يُركّز سعد على مرتكزات ثلاثة يقوم عليها «حزب أنطون سعاده»، مُبدياً حرصاً على الحفاظ عليها: «أولاً، قوة فكر سعاده وصحته، ثانياً أهمية المؤسسات داخل الحزب، وثالثاً وجود القوميين العقائديين المنتشرين في كل البلدان». على هذه الثوابت الثلاثة، أراد سعد إعادة ترميم الحزب.
قنوات عمل سعد لم تكن مُسهلة، ففضّل كتابة ورقة استقالته قبل أيام، «وتفاجأت أنّ الخبر سُرّب لأنّ الأمور قد تكون قابلة للحلّ، وربما ينتج عن قراري خضّة تُعيد تصويب الأمور. بالنتيجة، هذا الحزب هو الأمل الوحيد لخلاص المجتمع».