بعد أيام على انتشار شائعة مقتله في معركة يبرود، بث الشيخ الفار أحمد الأسير تسجيلاً مصوراً على حسابه في موقع «تويتر»، للمرة الأولى، بعدما كان اعتمد الرسائل الصوتية منذ تواريه عن الأنظار إثر معركة عبرا في حزيران الفائت. ومن دون أن يتناول شائعة مقتله بشكل مباشر، لفت إلى أن الموت كاد أن يكون مصيره في «مجزرة عبرا». ولأنه لا يعرف «ما قد يصيبه لاحقاً»، قرر بث رسالة الأمس. اللافت في الرسالة اطلاق الاسير الى العلن معركته مع آل الحريري ومع 14 آذار وتأكيده «استحالة» العيش مع الشيعة. فاعتبر أن الرئيس سعد الحريري «خاف على زعامته مني فوافق على قتلي». أما النائبة بهية الحريري فـ «هنّأها» الأسير على «إنجازاتها بتطويع أهالي الموقوفين (في أحداث عبرا) وإطلاق بعض الموقوفين وتحويل ملف معركة عبرا إلى ملف قضائي مستعجل وسرقة أموال أوقاف مسجد بلال بن رباح وتدمير أعماله...». واعتبر أن القرار الظني بالإعدام بحقه وبحق جماعته على خلفية معركة عبرا «آخر همّنا». وكان لحزب الله (اعتمد تسمية حالش لتناوله) وحركة أمل، النصيب الأكبر من الهجوم. وبالنبرة الهادئة التي التزم بها طوال كلمته التي استغرقت حوالي ثلث ساعة، استدرج الاسير جمهورهما وشمله بـ «التقارب مع الشيطان الأكبر (أميركا) وباغتيال الوزير محمد شطح وبالهيمنة على المؤسسات وبالظلم الذي وقع علينا». وتعهد بعد أن «ناديناهم كثيراً بتسليم السلاح ووقف الهيمنة»، بأنه لن يجلس معهم قائلاً: «مستحيل ان نعيش معكم الا لما يتكسر رأسكم».

كما كانت للجيش اللبناني حصته أيضاً، إذ وجّه خطابه إلى «كل حر وشريف من أهل السنة في الجيش الذي تهيمن عليه ولاية الفقيه من رأسه (...) حتى قدميه، بدليل ما قاله (أحمد) فتفت و(خالد) الضاهر في مجلس النواب عن الخروقات بحق أهل السنة». وسألهم «عما يفعلون لصد الخروقات والاعتداءات؟ وعن الحكم الشرعي لبقائهم في الجيش والمال الذي يقبضونه إن كان حلالاً؟». وجزم بأنهم ببقائهم أصبحوا «شركاء للقتلة والمجرمين عندما يعتدون على أهلنا وناسنا». وبينما كان يلصق بالجيش مصطلح «الجيش الإيراني وجيش حزب اللات»، استخدم صفة جديدة هي «الجيش الصفوي».