مثل كل عام، في السادس عشر من أيلول، تجمّع الرفاق والرفيقات، عند صيدلية بسترس في بيروت، في ذكرى انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية («جمّول»). يوم أمس، في الذكرى الـ38، انطلقت مسيرة من مكان العملية العسكرية الأولى ضد العدو الإسرائيلي في بيروت، وصولاً الى محطة أيوب مكان العملية الثانية. وفي هذه المناسبة، أشار الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب إلى أن «مسيرة اليوم، هي مسيرة العهد والوفاء لتضحيات شعبنا وصمود عاصمتنا ودور حزبنا في إطلاق جمّول، ولقائدها الرفيق الشهيد جورج حاوي الذي خطّ بيده مع الرفيق محسن إبراهيم نداءها الأول». وأكد الاستمرار «لنبني مع انتفاضات شعوبنا العربية ومقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال الصهيوني والمواجهات الجارية في كل الساحات العربية مشروع الارتقاء بمسيرتها الى مصاف مقاومة عربية شاملة ضد صفقة القرن وأنظمة الخيانة واتفاقيات الاستسلام والتطبيع، وآخرها اتفاقيتا الامارات والبحرين مع الكيان الصهيوني، ومستمرون حتى تحقيق التغيير حفاظاً على إنجاز التحرير؛ تغيير النظام السياسي من تبعيته وطائفيته ومنظومته الفاسدة، وإقامة دولة وطنية ديمقراطية مقاومة، ومستمرون في القول والفعل عبر انتفاضة شعبنا الذي وقف وانتصر لجمّول في شعاره: «الشعب يريد اسقاط النظام». وأضاف أن «ما يجمع 16 أيلول و17 تشرين هو القضية الواحدة، قضية التحرر الوطني والاجتماعي التي بها يخوض شعبنا صراعه الطبقي ضد المشروع الاميركي وأدواته من الخارج وضد الاستغلال الطبقي للمنظومة السلطوية المتحالفة معه في الداخل. فمواجهة منظومة الارتهان والتبعية، المنتقلة من وصاية الى وصاية، هي مواجهة لأوصيائها الإمبرياليين والعكس صحيح. إن أبطال المقاومة الوطنية اللبنانية يصرخون اليوم بوجه أركان هذه المنظومة السلطوية القاتلة: نحن جمّول، نحن من حرّر بيروت، وأنتم من فجّروها، وقتلتم أهلها، ودمرتم بيوتها ومؤسساتها، وعدتم وأحرقتم مرفأها طمساً لمعالم جريمتكم». وقال غريب إن «الأزمة ليست أزمة تشكيل حكومة، بل كانت ولم تزل أزمة تبعية نظامكم الطائفي المتفجّرة على غير صعيد. سقطت الميثاقية، والديمقراطية التوافقية الكاذبة، ووهم الحياد، ومعها سقطت المثالثة والفدرلة واللامركزية الموسّعة وطروحات الارتداد والتقوقع المذهبي، بعد أن قدّمتم للشعب اللبناني عيّنة أولى من إنتاجكم الجديد في مشاهد الاقتتال في البيئة المذهبية الواحدة، بدءاً من بلدة اللوبيا مروراً بالطريق الجديدة وصولاً الى ميرنا الشالوحي». واعتبر غريب أنه «وبدل أن تعلن هذه المنظومة فشلها وتتنازل لشعبها الذي يطالبها بدفع الثمن، تذهب للتفاوض مع الأوصياء الجدد ومع صندوق النقد الدولي وتقديم التنازلات وتدفيع شعبها ووطنها الثمن تحت ستار حاجة لبنان إلى مساعدات وقروض خارجية موعودة من صندوق النقد الدولي ومؤتمر سيدر. وهو ما نحذّر منه، رافضين الخضوع لشروط الدول «المانحة» السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي تطرحها هذه الدول، وفي مقدّمها تنفيذ صفقة القرن بشقها اللبناني في ضم مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وتوطين اللاجئين الفلسطينيين وإبقاء النازحين السوريين ونهب النفط والغاز وضرب مقاومة شعبنا، وزيادة الضرائب غبر المباشرة (ضريبة القيمة المضافة) وتعريفات الخدمات العامة الأساسية (الكهرباء)، وتقليص عطاءات أنظمة التقاعد والتقديمات الاجتماعية، وبيع ما تبقى من مؤسسات عامة لصالح المصارف والقطاع الخاص المحلي والخارجي. بدلاً من استرداد المال العام المنهوب وفرض الضريبة التصاعدية على أصحاب الريوع والأرباح والثروات الكبيرة وتحميل الخسائر للفئات التي حققت الثروات الطائلة ونهبت المال العام والخاص».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا