لم تثر أيٌّ من ساحات الحراك، الجدل، كما فعلت ساحة الجية. الثورة التي أشعلها بعض شبان برجا والجية والسعديات وإقليم الخروب على أوتوستراد بيروت – الجنوب، فعلت فعلها بالمتنقّلين بين العاصمة والجنوب وجزين والنبطية. لكنها لم تؤثر في النظام الذي يستوي تحت مقصلته قاطع الطريق مع سالكها. مراراً، سعى «ثوار برجا» إلى تبرير سبب قطعهم طريق الجنوب، ولا سيما في أيام الذروة، وجعل الآلاف يعلقون في سياراتهم لساعات في الحر والبرد. لكنّ كثيرين أسقطوا عليهم أحكاماً مذهبية وسياسية. «لم نكن نقطع الطريق ضد ابن الجنوب. نحن مقتنعون بشعار كلن يعني كلن ممن حكم منذ 40 عاماً، ومع محاسبة الميتين منهم قبل الأحياء» يقول أحد أركان الساحة جمال ترّو. هدف الثوار إلى شلّ البلد انطلاقاً من طريق الجنوب «للضغط على الدولة وليس على ابن الجنوب الجوعان مثلنا». كانت ساحة الجية آخر الساحات التي أزيلت قبل أن يتحوّل الحراك إلى قطع الطريق بين حين وآخر، وإلى اعتصامات أمام معملَي ترابة سبلين والجية الحراري. قبل أشهر قليلة، أقلع ثوار الجية عن قطع الطريق. «أصبحنا بمواجهة مع الناس. الموظف المسكين الذي يقبض مليون ليرة ويدفع معظمه تسديد ديون وقروض، كان يهاجمنا بسبب قطع الطريق بدلاً من أن يدعم خيارنا». وبينما يدافع عن مشروعية ثورة الطريق، يستطرد ترّو متمنياً بأن «يذهب الثوار في الثورة المقبلة إلى المكان الصح. بيوت الزعماء والوزراء».
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا