لا، ليس لأنّه صحافي. هو رضوان مرتضى. لأنّه هو رضوان مرتضى. أمّا صحافي! فيا لرداءة الصفة، في العالم عموماً وفي بلادنا خصوصاً، ما لم تتجاوز نفسها إلى معنى أعلى. هي صفة، إن اكتفيت بها، زاملتك قهراً مع أرخص صور البشري الحديث.مشكلتهم مع رضوان مرتضى. رضوان بذاته. لذا، دعكم من بهلوانيّات التضامن المهني ومواقف «اللوبيات» الإعلاميّة، التي هي، بأكثرها، ضديّة وجوديّة لرضوان الحالة. هؤلاء الذين لا يصدّقون، بل لا يمكنهم، بالتكوين الذهني، أن يفترضوا ولو نظريّاً وجود رضوان... الشخص الذي لم يبع نفسه بثمن. أعرفه جيّداً. شريك الكلمات الأولى. هو أشرف من أشرفهم. نعم، لعب بين «الكبار» وأجاد ذلك، وهذه موهبته الفذّة، وكم كره عديمو المواهب ذلك، طوال التاريخ، وكم عبث الغيظ في خيالهم تأليفات لتعزية أنفسهم. ذلك، رضوان، الذي أجاد عمله، ولم يبع نفسه. هذه هي. باختصار، هذه هي. حالة نادرة في «كار» يطفح رخصاً.
أمّا عن «الدولة»... بمؤسساتها وأجهزتها، الإداريّة والنقديّة والأمنيّة والعسكريّة، فالنفس تقرف أن تتحدّث فيها بعد عقود من العمر عاشتها هنا. لا جديد. كلّ هذا حصل سابقاً. هذا «عود أبديّ» من نوع خاص جداً عشناه ونعيشه. كثيرون تكتّلوا ضد رضوان في الآونة الأخيرة. لوبيات إقطاعيّة وأمنيّة وإعلاميّة وقضائيّة إلخ. عادي. المهم، من الجيّد أن يعرف هؤلاء الآتي: رضوان ليس وحده. عن نفسي، ولا أملك إلا نفسي، ولا أتحدّث إلا باسم نفسي... من يمسّ رضوان بأذى فقد مسّ نفسي. ونفسي هذه، من سنوات، ما عدت أحرص أن تظلّ بخير.