أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أن العقوبات التي أعلنتها فرنسا بحق مسؤولين سياسيين لبنانيين «ليست إلا بداية الطريق في مسار عقوبات متشدد».كسر الزائر الفرنسي صمته المتعمّد بعد لقاءاته السياسية أمس، فتحدّث اليوم قبيل مغادرته بيروت أمام عدد من الإعلاميين في قصر الصنوبر، مبدياً استياءه من عدم التزام المسؤولين اللبنانيين بالتعهدات التي قطعوها أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وأكد أن لقاءاته مع رئيسي الجمهورية ميشال عون، ومجلس النواب نبيه بري، والرئيس المكلّف سعد الحريري، كانت «من منطلق ما يمثلون دستورياً وليس للمحاباة».
فرنسا التي ستدعو المجتمع الدولي إلى الضغط لإجراء الانتخابات النيابية اللبنانية في موعدها، كما أكّد وزير خارجيتها، كانت قد أعلنت أمس فرضها عقوبات بحق «شخصيات لبنانية متوّرطة في العرقلة السياسية لمسار تشكيل الحكومة والفساد»، من دون أن تحدد هوية المعاقَبين أو طبيعة العقوبات التي ستفرض عليهم، التي ستتضمن الحظر على دخول أراضيها.
ومن ضمن مساعيها للعب دورٍ في حل الأزمة السياسية في لبنان، بعثت فرنسا بلودريان، الذي وصل أمس واستهلّ زيارته بلقاء عون ومن ثم بري، من دون أن يُدلي بأي تصريح عقب اللقاءين. بعد بعبدا وعين التينة، كان لقاء في قصر الصنوبر، جمع الموفد الفرنسي بأحزاب ومجموعات من صفوف «انتفاضة 17 تشرين»، تعرّف عن نفسها بأنها «معارضة وبديلة» من الطبقة الحاكمة، قاد وفدها حزب «الكتائب اللبنانية» و«حركة الاستقلال»، وذلك بناءً على دعوة وجُّهت إليهم من السفارة الفرنسية في بيروت.
السلبية لم تنحصر بلقاءات لودريان بالساسة اللبنانيين، بل انسحبت على المعارضة التي قاطع بعض تنظيماتها اجتماع قصر الصنوبر، رغم توجيه دعوة إليها، ومن بين المقاطعين، «التنظيم الشعبي الناصري» و«الحزب الشيوعي اللبناني» وحركة «مواطنون ومواطنات في دولة»، ومجموعات مدنية أخرى.
وفي المواقف، منهم من برّر عدم المشاركة بأن «فرنسا دولة استعمارية»، ومنهم انطلاقاً من رفضه لـ«محاولات إعادة تعويم النظام السياسي الطائفي الحالي»، كما جاء في بيان «الحزب الشيوعي».
مساءً، وفي قصر الصنوبر أيضاً، التقى لودريان رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، وانتهى اللقاء من دون أي تصريح من الرجلين، علماً بأن لقاء الحريري لم يكن على جدول أعمال لودريان، وسط أجواء أشاعها بيت الوسط عن احتمال اعتذار الحريري عن عدم التأليف المستعصي منذ 6 أشهر.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا