سمير وربيع، مقاتلان في صفوف «الحزب الديموقراطي الشعبي» على جيهة عين المير - كفرفالوس شرقي صيدا. الأوّل طالب جامعي والثاني معلّم حدادة نهاراً. وفي الليل، يندسّان في الخنادق للحراسة في مواجهة موقع الاحتلال وعملائه اللحديين في قصر سالم، أو في مهمّات قتالية خلف خطوط العدو في إطار «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية».
درّة الموقع كان مدفع الـ«b 10» السوفييتي الصنع. أجادا مع ورفاقهما الرمي عليه وتمرّسا في إصابة الأهداف بفضل المدرّب ميشال الآتي من كردستان والمنخرط في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين». الـ «»b 10 كان منصوباً قرب دشمة «الصبّيرة» قبالة قصر سالم. يحشوانه بالقذيفة ويصليان الزناد بانتظار تحرّك معادٍ فيطلقان القذيفة الصاروخية.

بعد 32 سنة على انتهاء القتال زار الرفيقان قصر سالم، دُهشوا لما رأوه. اسطوانات قذائفهم الـ «b 10» التي أطلقوها قبل ربع قرن ما زالت «مشكوكة» كالأسهم في جدران القصر!
هنا داخل دشمة وهناك في غرفة منامة الجنود. لم يصدّقوا أنهم كانوا رماةً مهرة. فرحوا وشعروا وكأن عيد التحرير كان في ذلك اليوم بالذات وليس في ذات أيار من العام 2000!