بدأ رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي، الاستشارات النيابية غير الملزمة في مجلس النواب اليوم. «الإسراع في التأليف» وحّد الكتل النيابية التي «تعفّفت» عن أي مطالب خاصة تتعلق بالحقائب، على ذمة المتحدثين باسمها الذين تناوبوا على الكلام. أما التيار الوطني الحر المعتكف عن المشاركة في الحكومة، فلن يمارس «الحرد السياسي»، عبارة استخدمها رئيسه جبران باسيل في سياق تأكيد تقديم الدعم لميقاتي والحكومة، ليغمز إلى سلوك الرئيس سعد الحريري في مهمة التأليف التي كُلّف بها قبل أشهر ولم تنجح.
الرئيس المكلّف، وكما نقلت عنه غالبية الكتل النيابية، يريد التشكيل السريع، إلا أنه لم يلزم نفسه بمهلة ولا بعدد وزراء مع حرصه الشديد على أن يكونوا اختصاصيين. كذلك لم تكن أجواء بعبدا بعيدة، حيث رشح عن رئاسة الجمهورية بالأمس أجواء تفيد بوجود اتفاق بين الرئيسين عون وميقاتي على الإسراع في التشكيل.

الاستشارات غير الملزمة في ساحة النجمة اليوم هدفها معرفة أجواء الكتل النيابية المختلفة، والتي سينقلها ميقاتي بدوره إلى قصر بعبدا الذي سيتوجه إليه للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون بعد الانتهاء من لقائه الكتل كافة.

«إصلاح انتخابي»
استهلّ الرئيس المكلّف استشاراته بلقاء مع كتلة «التنمية والتحرير»، التي طلبت منه الإسراع قدر الإمكان في عملية التشكيل، وذلك «تجاوباً مع طلبات وحاجات الناس». كما طلبت تنفيذ كل ما تعهّد به في اجتماع رؤساء الحكومات السابقين، وإصلاح قانون الانتخاب «للخروج من القانون النسبيّ مع الصوت التفضيلي الذي فرز الناس طائفياً».

ميقاتي يؤلّف...لا «المستقبل»
من جهتها شدّدت كتلة المستقبل على ضرورة الإسراع بتأليف «حكومة اختصاصيين قادرة، وبمجرد اتفاقها مع صندوق النقد الدولي ستضع البلد على سكة الخلاص»، موضحةً أن الرئيس المكلّف هو من يشكّل وليس «المستقبل»، وأنها لم تطلب منه أي حقيبة وتحديداً الداخلية، ولا عدد الوزراء الذي ستتشكل منهم الحكومة.

لبنان القوي لن يشارك ولن يحرد
بدوره أبلغ رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي قرار «التيار» بعدم المشاركة في الحكومة الجديدة، وذلك خلال لقاء كتلة «لبنان القوي» بميقاتي في سياق الاستشارات النيابية غير الملزمة التي يجريها الأخير في مجلس النواب اليوم.
واعتبر أن «تكليف ميقاتي بدون موافقة كتلة لبنان القوي يعني أن التيار ليس الأكثرية ولم يكن يوماً جزءاً من الأكثرية في أي حكومة شُكّلت».
وأكّد أن «التيار» اليوم في «الموقع المساعد» للرئيس المكلّف، مضيفاً: «لا نمارس الحرد ولا النكد السياسي». وشدد على أننا «مع تأليف سريع للحكومة وواجبنا تقديم التسهيلات اللازمة لذلك والدعم للإنجاز بدون التدخّل في عملية التأليف إطلاقاً، فنحن شريك دستوري بالكامل ومعنيون بتقديم الدعم الكامل لأي عمل إصلاحي تقوم به الحكومة ومعارضتها حين تُخطِئ».

هكذا نريد الوزراء
أما كتلة «الوفاء للمقاومة» فقد رأت أن «من واجبات الحكومة الجديدة بالدرجة الأولى طمأنة اللبنانيين في عيشهم وأمنهم الاجتماعي، فلا تتركهم نهباً وفريسةً للمافيات وتجار الأزمات. وبالدرجة الثانية تفعيل أجهزة الدولة وتحقيق الانتظام العام بأقصى سرعة. وبالدرجة الثالثة، تأمين العناية الفائقة والرعاية الاستثنائية للشأن المعيشي والخدماتي المُلحّ للمواطنين، وتسريع إنفاذ القوانين الإصلاحية التي أقرّها مجلس النواب والتي تكبح جماح الاحتكارات وتتيح المحاسبة والمحاكمة».
في المعايير، طلبت الكتلة من ميقاتي اختيار وزراء ذوي اختصاص «يفقهون في ميدان الحياة الاجتماعية العامة وليس فقط في المكاتب وبين الأرقام، وخصوصاً في مواقع المال والاقتصاد والتربية والوزارات التي تدرّ واردات على البلد».

«لا تفاؤل... التعامل مع العهد أصعب من الأزمة»
في السياق ذاته اعتبرت كتلة «التكتل الوطني» أن «ميقاتي هو الرئيس الثالث الذي يُكلّف بعد انفجار المرفأ والتجارب لم تكن مشجعة»، معبّرةً عن عدم تفاؤلها «فالتعامل مع العهد أصعب من الأزمة القائمة».
وأكّدت أن «الوقت ليس للكلام في الحقائب وطلبها، بل لوضع الإمكانات في تصرف ميقاتي».

القوات معارضة؟
كما التيار الوطني الحر، أبلغت القوات اللبنانية ميقاتي عدم مشاركتها في الحكومة، وعدم وجود أي طلب متعلّق بها مع تقديم الدعم الكامل لها.
مميزة بين منطلقات «التيار» ومنطلقاتها على اعتبار أن «التيار» يخوض «معركة سلطوية» و«القوات معارضتها غير شعبوية وستندفع لتسهيل كل ما يتعارض بقضايا الناس».

الحكومة من 24 وزيراً
من جهتها نقلت كتلة النواب الأرمن عن ميقاتي تفكيره بحكومة من 24 وزيراً. وأوضحت أن عدم مشاركتها في تسمية ميقاتي جاء على خلفية رفضها لـ«تدخل الخارج في الأزمة السياسية كون الحل والاتفاق أتيا فجأة على شكل كلمة سر».

مع الاعتذار وضدّ التسمية
بدوره أيّد النائب نهاد المشنوق اعتذار رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عن تشكيل الحكومة، مؤكداً أنه أيضاً ضد تسمية الرئيس نجيب ميقاتي قائلاً: «إذا كانت التسمية على قاعدة المبادرة الفرنسية، فالمبادرة غير قادرة على فتح أبواب الدول العربية للبنان»، معتبراً أن «الوقائع تشير إلى عدم رغبة الدول العربية بمساعدة لبنان اعتراضاً على سياساته».

الوزير العلويّ حق
أما كتلة الوسط المستقل فقد طلبت من الرئيس المكلّف تمثيل الطائفة العلوية في الحكومة بعد «الغبن التاريخي اللاحق بالطائفة»، متمنية التأليف السريع والمشروع الإنقاذي الواضح.

مشاركة غير محسومة
رغم الغياب عن الاستشارات الملزمة في بعبدا، حضرت كتلة «ضمانة الجبل» اليوم إلى مجلس النواب، حيث دعت ميقاتي إلى «تأليف الحكومة وفق علاقات متينة مع رئيس الجمهورية ميشال عون وعدم التأثر بمن سبق». لم تبتّ الكتلة مشاركتها في الحكومة من عدمها موضحة «الصورة ليست واضحة بعد حتى لدى ميقاتي وعندما تتبلور أكثر عن الرئيسين على ضوء ذلك نقرر».

وقبيل الانطلاق التقى ميقاتي برئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري، ورئيس الحكومة الأسبق تمّام سلام، الذين غادروا بدون الإدلاء بأي تصريح.


اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا