«مِن الصعب أن تجِد لأبو فراس عداوات في المجلس»، فالجميع «لم يعلَم منه إلا خيراً». تلكَ الكلمات المختصرة هي وحدها ما يملكه زملاء النائب الراحل مصطفى الحسيني لسرد سيرته. من السهل الحديث عن مواصفاته كشخص أكثر من دوره كسياسي وهو «المعروف بلطافته وأخلاقه وتعاطيه المعتدل». أما في منطقته، فحتى خصوم خطه السياسي يؤكدون بأنه من عائلة «ليس في تاريخها نهار عكّر علاقتها مع المحيط».

أتى الحسيني من خارج النادي الشيعي ولو أنه لم يخرج عن إطاره العام إلى مجلس النواب سريعاً وغادره سريعاً، ولعل ذلك ما يمنع من أن تطول لائحة الكلام عن دوره في المجلس أو نشاطاته. فقد شهدت فترة ولايته في البرلمان الكثير من الأحداث التي عطلته بشكل قسري، من 17 تشرين، مروراً بجائحة كورونا وأزمات أخرى. الظروف الصحية الخاصة للراحل أضافت إلى هذه الأحداث عبئاً منعه من أن يكون حاضراً بشكل دائم. لكنه، وبشكل لفت زملاءه، انضم قبل أسبوعين إلى عدة جلسات لجان عقدت في ساحة النجمة وهو ما استغربه هؤلاء الذين وجدوه مرتاحاً عن السابق، قبل دخوله المستشفى وتدهور وضعه.
أمس، توفي عضو «التكتل الوطني» ونائب جبيل في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت متأثّراً بإصابته بمرض عضال. هو سياسي ورجل أعمال لبناني، له اهتمام خاص بقطاعي الزراعة والإعلام. انخرط في العمل العام باكراً إلى جانب والده السيد علي الحسيني ولاحقاً إلى جانب أخيه، رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني.
ترشح للانتخابات النيابية عن المقعد الشيعي في قضاء جبيل أعوام 2000 و2005 و2009، وانتخب للمرة الأولى عام 2018.