حمل وزير الخارجية الكويتي، أحمد ناصر المحمد الصباح، الذي وصل إلى لبنان أمس، رسالة كويتية ـــ خليجية ـــ عربية ودولية، إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، خلال زيارته في قصر بعبدا اليوم. وتضمّنت المُذكّرة التي فضّل الوزير الكويتي أن تبقى بعيداً من الإعلام، أفكاراً واقتراحات هدفها «إعادة بناء الثقة بين لبنان ودول الخليج».
وأوضح رأس الديبلوماسية الكويتية أن «كلّ هذه الأفكار والمقترحات مستنبطة، وأساسها، قرارات الشرعية الدولية والقرارات الأخرى السابقة لجامعة الدول العربية»، متمنياً أن «يأتينا الرّد على هذه المقترحات قريباً».

وتشمل المطالب الخليجية، وفق ما أفادت مصادر ديبلوماسية وكالة «رويترز»، الالتزام باتفاق الطائف وتنفيذ قرارات مجلس الأمن وإجراء الانتخابات في موعدها، إضافةً إلى تشديد الرقابة على الصادرات للخليج لمنع تهريب المخدرات والتعاون بين الأجهزة الأمنية.

وردّ رئيس الجمهورية على المبادرة الكويتية بتأكيد «ترحيب لبنان بأيّ تحرك عربي من شأنه إعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان ودول الخليج العربي، انطلاقاً من حرص لبناني ثابت على المحافظة على أفضل العلاقات بين لبنان والدول العربية»، مبيّناً أن «الأفكار التي وردت في المذكرة التي سلّمها الوزير الكويتي ستكون موضع تشاور لإعلان الموقف المناسب منها».

وزار الضيف الكويتي، كذلك، عين التينة، والتقى رئيس مجلس النواب، نبيه بري. ومن مقرّ الرئاسة الثانية، قال وزير الخارجية الكويتي إنه «لا يوجد أيّ تدخل في الشؤون الداخلية للبنان، ودول الخليج لا تتدخل بشؤون لبنان الداخلية»، مضيفاً أن الزيارة لا تخرج عن «الثلاث رسائل التي نقلتها بالأمس. الرسالة الأولى، التعاطف والتضامن والتآزر والمحبة للشعب اللبناني الشقيق. النقطة الثانية، هي تطبيق سياسة النأي بالنفس وألا يكون لبنان منصة لأيّ عدوان لفظي أو فعلي. والنقطة الثالثة، هي الرغبة لدى الجميع بأن يكون لبنان مستقراً آمناً وقوياً».

وبحث وزير الخارجية الكويتي مع وزير الداخلية والبلديات، بسام مولوي، ما «يتعلق بتصدير آفة المخدرات إلى خارج لبنان». وفيما أشار إلى أن «هناك رغبة من أن تكون منافذ الدولة كلّها بأيدي سلطات الدولة»، تمنى الوزير الكويتي «وضع آليات لضمان عدم مرور هذه الشحنات (المخدرات) إلى الكويت وإلى المنطقة، وهذه الأفكار مطروحة لدراستها ووضع آلية تكون ناجعة لمنع آفة المخدرات من المرور والعبور خارج لبنان».

وكان وزير الخارجية الكويتي قد استهلّ زيارته إلى لبنان بلقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في السراي الحكومي. وتعدّ زيارة الوزير الكويتي أرفع زيارة لشخصية خليجية بعد الأزمة التي افتعلتها السعودية مع لبنان، عقب المواقف التي أطلقها وزير الإعلام السابق، جورج قرداحي، حول اليمن. وقد سحبت الكويت يومها، سفيرها في لبنان، تضامناً مع المملكة، وهو لم يعد إلى بيروت حتى اليوم، رغم استقالة قرداحي إرضاءً للسعودية، والوساطة التي قادها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتمكّنه من إقناع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالتحدث هاتفياً مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

وتتزامن الزيارة مع تطورين محليين بارزين، الأول عودة الحكومة غداً إلى الاجتماع عقب موافقة ثنائي حركة أمل وحزب الله على العودة عن مقاطعة جلسات مجلس الوزراء، والثاني عودة الرئيس السابق سعد الحريري إلى لبنان، لإعلان موقفه من المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة.