تلا حامل إرث «الحريرية السياسية»، سعد الحريري، من بيت الوسط، اليوم، بيان «تعليق» عمله في الحياة السياسية، بعد 17 عاماً من اختياره لمواصلة «مشروع رفيق الحريري»، عقب اغتياله في 14 شباط 2005، تاركاً الباب مفتوحاً أمام عودته إلى العمل السياسي، في وقت لاحق.
ولم يحسم الحريري الأمر بالنسبة لتياره السياسي، مكتفياً فقط بدعوته إلى «اتخاذ الخطوة نفسها»، وهو ما يعكس قراراً بالإبقاء على الهيكل التنظيمي لتيار المستقبل، وعدم حلّه. أما بالنسبة للانتخابات النيابية، فأعلن الحريري بوضوح أن تيار المستقبل لن يتقدم بأي ترشيحات منه أو باسمه للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة.

وبرّر الحريري قراره بأنه لا يمكنه تحمّل «أن يكون عدد من اللبنانيين (...) باتوا يعتبرونني أحد أركان السلطة التي تسببت بالكارثة والمانعة لأي تمثيل سياسي جديد، من شأنه أن ينتج حلولاً لبلدنا وشعبنا»، واقتناعه بأنه «لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل ّالنفوذ الايراني والتّخبط الدولي».

وكان لافتاً عدم تحميل الحريري أحداً من القوى السياسية مسؤولية قراره، وتجنّبه تسمية أي منهم.

وفيما برّر الحريري التسويات السياسية التي قام بها «من احتواء تداعيات 7 أيار، إلى اتفاق الدوحة، إلى زيارة دمشق، إلى انتخاب ميشال عون، إلى قانون الانتخابات... وغيرها» بـ«منع الحرب الأهلية»، اعتبر زعيم المستقبل أنها أتت على حسابه وتسبّبت بـ«خسارتي لثروتي الشخصية وبعض صداقاتي الخارجية والكثير من تحالفاتي الوطنية وبعض الرفاق وحتى الأخوة».

وكان الحريري الذي يقيم في الإمارات، والذي وصل إلى لبنان الجمعة الفائت، قد مهّد لقراره بلقاءات مع كتلته النيابية وحليفيه رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، إضافةً إلى رؤساء الحكومة السابقين ومفتي الجمهورية، الشيخ عبد اللطيف دريان.