رأى رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، أنّ قرار الرئيس سعد الحريري تعليق عمله السياسي يولّد مزيداً من الفراغ والتطرّف وأنّ ربطه بالحرب الأهلية «عنوانٌ كافٍ». واعتبر أنّ الورقة الكويتية تتوافق مع الحوار الذي دعا إليه رئيس الجمهورية، ميشال عون، لكن يجب أن يحصل تفاهم على بعض الأمور «كي لا يخلق الأمر مشكلاً داخلياً». وأشار إلى أنّ الكلام مع حزب الله بدأ آملاً أن يكون هذه المرة جدياً. واعتبر أنّ على الحكومة ومجلس النواب إجراء «تصحيحات كبيرة» في الموازنة لأنّها لا تعبّر عن رؤية لخطة إصلاحية.
وقال باسيل، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، إنّ «قرار الرئيس سعد الحريري لم يكن مفاجئاً بسبب ظروفه المعروفة لكنّ ربطه برفض الحرب الأهلية عنوانٌ كافٍ وهو يطغى على أيّ ظروف أخرى».

وأشار إلى أنّ هناك ضغوطاً خارجية تُمارس على الداخل اللبناني لانتهاج سياسة نتيجتها انفجار داخلي، وقال: «لا نقبل أبداً أيّ استهداف لأيّ مكوّن وخاصة السني الذي هو تكويني وتأسيسي للبنان».

ولفت إلى أنّ «التفاهم الرئاسي بيننا وبين الحريري أهم ما فيه كان الحفاظ على التوازن الداخلي، ومؤسف أن يكون مرغماً على تعليق العمل السياسي لأنّ هذا الأمر يخلق مزيداً من الفراغ والتطرّف».

وقال إنّ «علينا رفض أي خلل وإحباط واحتقان وأن نعالجه بتفهّم وأن نوقف أيّ عمل أو قول أو فعل يزيد هذا الشعور ونترك للظروف أن تتيح لأهلنا السنة أن يختاروا من يمثّلهم بلا محاولات فرض وتدخل بأشكال مختلفة».

واعتبر أنّ «السنّة كما المسيحيون والشيعة سابقاً لديهم زعامات محلية ووطنية والسنة هم من يحدّدون خياراتهم ولا أحد يجب أن يحاول فرض شيء آخر»، مشيراً إلى أنّ «المقاطعة لا يجب أن تحصل فالمسيحيون قاطعوا سابقاً ولم يكترث أحد لهم لكن أيّ صرخة بالمقاطعة اليوم يجب الاستماع إليها ومعالجتها».

ورأى أنّه «لا يجب تأجيل الانتخابات فعدم إجراء الاستحقاق يزيد من مشاكلنا وإصلاح النظام السياسي والاقتصادي والمالي يغيّر حياة اللبنانيين ويحسّنها»، معتبراً أنّ «سياسة الترويج لضعف التيار وتراجعه سيفشل من بناها في الداخل والخارج وسنخوض الانتخابات في كل المناطق».

وعن الموازنة المطروحة، رأى باسيل أنّها «رقمية ولا تعكس إلا الواقع الحالي ولا تعبّر عن رؤية لخطة إصلاحية وعلى الحكومة ثمّ المجلس إجراء تصحيحات كبيرة فيها».

وفي ما يتعلّق بالورقة الكويتية، تمنّى باسيل لو يدعو رئيس الجمهورية إلى حوار حولها «لأنّها تتضمن البنود الثلاثة التي دعا للحوار حولها قبل مدة»، ورأى أنّ «الحوار بين لبنان وأصحاب المبادرة أمر جيّد والأمر يتطلّب برمجة فهناك أمور يجب أن يقوم بها لبنان بتفاهم كي لا يخلق الأمر مشكلاً داخلياً».

واعتبر أنّه «يجب أن يكون لبنان موحداً تجاه الموضوع الخارجي والمطروح حالياً يمكن أن يشكّل مناسبة لحلٍّ أكبر في المنطقة وللوضع اللبناني».

وقال: «لا نقبل أن يكون لبنان مصدر اعتداء على الدول الأخرى وهذا انتقاص من سيادتنا لأنّه يعطي مجالاً للآخرين للتدخّل في شؤوننا ونحن في الأساس تيار سيادي واستقلالي»، مضيفاً أنّ «حزب الله يعرف موقفنا من موضوع التدخل الخارجي والمقاومة تتحصّن أكثر بالاحتضان الداخلي الذي لا يتجاوز الدفاع عن لبنان».

ورأى أنّه «عندما يحصل ضرر تكبر الشكوى ويضعف الاحتضان وهذا ما لا نريده وهذا الأمر يجب أن يتفهمه حزب الله ومستعدّون للمساعدة في هذا الموضوع».

وكشف أنّ الكلام بدأ مع حزب الله «ونأمل أن يكون جدياً هذه المرة وما لم ينفذ من التفاهم يحتاج إلى حوار وكذلك الأمور التي طرأت والتي تحتاج أيضاً إلى حوار مع الجميع».