بدأ قياديون في الحزب التقدمي الاشتراكي، بطلب من النائب السابق وليد جنبلاط، اتصالات لـ«تنفيس الاحتقان» المتصاعد بين قواعد كل من تيار المستقبل والقوات اللبنانية. ويحاول المسعى الجنبلاطي، في مرحلة أولى، وقف الهجمات الإعلامية المتبادلة على خلفية اعتراض قيادات المستقبل القريبة من الرئيس سعد الحريري على طريقة تعامل القوات وقائدها سمير جعجع مع قواعد التيار.حتى الآن، لم يحصل المنسّقون في تيار المستقبل على أجوبة حاسمة من قيادتهم حول طريقة التعامل مع المبادرة الجنبلاطية، وسط استمرار النقاش في شأن الموقف من التصويت والترشيح. ويتواصل مسؤولون في قيادة التيار مع أمينه العام أحمد الحريري الذي انتقل قبل أسابيع إلى الولايات المتحدة بالتزامن مع إعلان الرئيس الحريري تعليق العمل السياسي. ويتعمّد أحمد الحريري، حتى الآن، عدم إطلاق موقف حاسم، مؤكداً أن القيادات الميدانية تعرف كيف أن تتصرف في ضوء قرار زعيم التيار. ولعدم إغضاب ابن خاله يتجنّب دعم التحركات الداعمة للمشاركة غير المباشرة في الانتخابات، كما يتجنب في الوقت نفسه الدعوة إلى المقاطعة علناً، ما يسبب له مشكلة مع السعودية.
يشار إلى أن النائبة بهية الحريري أكّدت أنها ملتزمة بقرار الحريري، وأنها تدعم فكرة الخروج الكامل من السلطة والعمل البلدي والإنمائي، وترفض أي محاولة لإظهار أي نوع من الدعم أو التعاطف مع ابن شقيقها الآخر بهاء الذي يواجه صعوبة كبيرة في التواصل مع مقرّبين من التيار. كما يُواجَه بمعارضة قوية من جانب الرؤساء فؤاد السنيورة وتمام سلام ونجيب ميقاتي، ويتعرض لحملة قوية من النائب نهاد المشنوق، فيما يتعمّد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان عدم التفاعل إيجاباً مع كل من يتحدث أمامه عن دور لبهاء.