ردود الفعل المندّدة بمشاركة مشايخ من عكار في إفطار معراب، الجمعة الفائت، لم تخفت بعد، وتعكس نقمة عارمة على القوات اللبنانية، فجّرتها صور مصافحة المشايخ لسمير جعجع، وجلوس النائبين السابقين طلال المرعبي وخالد ضاهر إلى مائدة «سبونسور» حاجز المدفون. تحت هاشتاغ «#فعلا لي إستحوا ماتوا!»، ذكّر ناشطون مستقبليون الأول بأن ابنه لا يزال في كتلة المستقبل النيابية، والثاني بشعارات الحرص على «أهل السنّة». صور ضاهر إلى مائدة جعجع شكّلت أيضاً مادة للناشطين البرتقاليين للتذكير بمواقف النائب العكاري السابق عندما دعا عام 2015 الى «إزالة تمثال يسوع الملك وصور القدّيسين الذين يفتحون أيديهم في جونية».
يستفيد نواب المستقبل من الرضى الضمني للرئيس الحريري والدعم العلني لأحمد الحريري

النقمة الشعبية يستغلها نواب المستقبل المرشحون على لائحة «الاعتدال الوطني» (وليد البعريني ومحمد سليمان وهادي حبيش)، لتطويق القوات في البلدات ذات الثقل السني ورفع رصيدهم بما يضمن لهم الحصول على عدد المقاعد النيابية نفسها كما في الدورة السابقة. ومع الإقرار بامتلاك حزب القوات مع حلفائه السنة الذين يشكلون رافعة له، حاصلاً واحداً سيكون حكماً للمرشح القواتي عن المقعد الأرثوذكسي وسام منصور، إلا أن الهدف الأساس، وفق مصادر انتخابية مواكبة، هو منع لائحة القوات من تأمين حاصل ثانٍ، خصوصاً بعدما بدأ المال الانتخابي يظهر لدى مرشحي القوات، إذ إن ذلك سيعني انتكاسة لتيار المستقبل خصوصاً في حال فازت بمقعد سني للمرعبي الذي يمتلك قاعدة شعبية تاريخية. لذلك، تتركّز جهود المستقبل على مناطق ساحل وجرد القيطع الامتداد التاريخي للمرعبي، والثقل الشعبي للبعريني الذي يمتلك أعلى نسبة صوت تفضيلي وتعمل ماكينته ليس فقط لتأمين الفوز وإنما لقطع الطريق على القوات ومنعها من حصد مقعد سني. فيما يعمل نواب المستقبل الحاليون على شدّ العصب مستفيدين من الرضى الضمني للرئيس سعد الحريري، والدعم العلني من الأمين العام أحمد الحريري الذي يتواصل باستمرار مع المفاتيح الانتخابية في مختلف البلدات لدعم لائحتهم.