لم يستسغ «المستقبليون» في عكار تعميم مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان لجهة مطالبة أئمّة المساجد وخطبائها بدعوة اللبنانيين، في خطب الجمعة المقبلة، إلى المشاركة الواسعة في ممارسة واجبهم الوطني. وهم وإن آثروا الصمت، إلا أنهم فهموا أن «هدف الدعوة محاصرة الرئيس سعد الحريري. لكننا مرتاحون لأن الشارع الى جانبنا والناس باتت تدرك الحقيقة، بحسب ما أكّد أحد المسؤولين في المستقبل لـ«الأخبار».تعميم دريان فسّره كل طرف بما يخدم مصالحه. النائب وليد البعريني أكد لـ«الأخبار» أن «الانكفاء ليس لمصلحة أحد، والمشاركة ضرورية، ولكن ليس لمصلحة الأحزاب المسيحية»، مدرجاً دعوة المفتي في سياق «عدم ترك الساحة السنية ليتناتشها حزبا القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر». وأكد البعريني أن الحريري «لم يعطنا أيّ إشارة لعدم المشاركة، بل كان كلامه من باب النصيحة. واليوم نخوض المعركة وندعو أهلنا إلى التصويت بهدف تأمين أكبر عدد من الحواصل، وعدم السماح للقوات اللبنانية بتزعم الطائفة السنية».
في المقابل، أعطى تعميم المفتي جرعة دعم لعدد من مشايخ عكار ممّن يدورون في فلك السعودية ولديهم مصالح مع سفارتها. إذ إن هؤلاء يتعرضون لضغوط شعبية ويجدون صعوبة في التسويق لمرشحي لائحة القوات اللبنانية، وخصوصاً أن خطوة «جسّ النبض» التي أقدم عليها عدد من المشايخ بالمشاركة في إفطار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع جاءت ردود الفعل عليها سلبية، ما أوقع هؤلاء في حيرة بين إرضاء المملكة وعدم إغضاب الشارع السني المتعاطف مع سعد الحريري.
المستقبل: دعوة دريان إلى الاقتراع محاصرة للحريري


عدد من المشايخ أكّدوا لـ«الأخبار» أنهم يعوّلون على إمكانية رضوخ الحريري لطلب السعودية ودعوة الناخبين إلى المشاركة في الاقتراع «ما قد يريحنا بعض الشيء»، مؤكدين أن «من غير الممكن التخلّي عن السعودية ودول الخليج».
من جهته، دعا النائب السابق خالد الضاهر، المرشح على لائحة القوات اللبنانية، أبناء عكار إلى المشاركة في الاقتراع، مؤكداً «أن ما يجمعنا مع حزب القوات هو المشروع الوطني واستقلال لبنان وسيادته في مواجهة مشروع الدويلة».