هدّد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، اليوم، باستهداف كامل حقول الغاز والنفط في المياه الفلسطينية المحتلة، في حال عدم السماح للبنان باستخراج نفطه وغازه، مشدداً على ضرورة الوصول إلى اتفاق على ترسيم الحدود البحرية قبل أيلول المقبل.
وتوعد نصر الله، في خطاب حول آخر التطورات السياسية، بأن المفاوضات إذا وصلت إلى خواتيم سلبية فـ«لن يستطيع أحد أن يستخرج ويبيع الغاز والنفط». وفيما لفت إلى أن رسالة المسيّرات هي «بداية متواضعة لما يمكن أن نذهب إليه»، أعلن «المعادلة الجديدة: كاريش، وما بعد كاريش، وما بعد بعد كاريش»، مبيّناً أن المقاومة تتابع كل ما يُقابل الشواطئ الفلسطينية المحتلة من «حقول وآبار ومنصات».

ودعا نصر الله المسؤولين اللبنانيين إلى الاستفادة من المقاومة واستغلالها، والقول للأميركي والإسرائيلي إن لم تعطونا حقوقنا «فنحن ذاهبون لقلب المنطقة (...) الذهاب إلى حرب هو أشرف ممّا يُريده العدو لنا»، مشدداً على أن المقاومة «لن تنتظر إجماعاً ولن تتخلى عن الدولة».

وردّ نصر الله على ادّعاء رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، ووزير خارجيته، عبد الله بوحبيب، في بيان، التّبرّؤ من مسيّرات المقاومة أن ما جرى مخالفٌ للاتفاق، بأن المقاومة لم تلتزم أمام أحد بعدم الضغط على العدو الإسرائيلي، مؤكداً بالتوازي أنها ليست في وارد التدخل في المفاوضات التي تديرها الدولة. وشدد نصر الله على أن من حقّ المقاومة القيام بأي خطوة للضغط على العدو الإسرائيلي بـ«الحجم المناسب والشكل المناسب».

وكشف نصر الله أن المقاومة تعمّدت إرسال مسيّرات ليسقطها العدو الإسرائيلي، حتى يعلم العاملون في حقل «كاريش» أنهم يعملون في منطقة غير آمنة، مؤكداً قدرة المقاومة على «إرسال الكثير من المسيّرات في آن واحد وبأحجام مختلفة ومسلّحة وغير مسلّحة والرسالة التي أردنا إيصالها كانت تحتاج إلى 3 فقط».

وحذّر نصر الله من عدم التوصل إلى اتفاق بين لبنان والعدو الإسرائيلي على ترسيم الحدود البحرية قبل أيلول المقبل، مشدداً على أن «الفرصة الذهبية» لاستخراج لبنان نفطه وغازه «هي الآن». وأكد نصر الله أن المقاومة «هي القوة الوحيدة» التي يملكها لبنان لاستخراج غازه وبيعه، مشدداً على أن الوسيط الأميركي، عاموس هوكشتين، لولا المقاومة وقدراتها لم يأتِ إلى لبنان.

وردّ نصر الله على تهديدات وزير الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، بالاجتياح البري والدخول إلى صور وصيدا وبيروت، بالقول إنه «يضحك على نفسه وعلى شعبه». وفيما ذَكّر بعجز جيشه خلال عدوان تموز 2006 عن احتلال القرى الحدودية الأمامية، أكد أن «إمكانات المقاومة اليوم لم يسبق لها مثيل، وروح القتال أعلى من أيّ زمن مضى».

وعلّق نصر الله على زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، للمنطقة بأن «أميركا اليوم هي غير أميركا في 2003 و2006 (...) الرئيس الأميركي العجوز هو صورة عن أميركا». ورأى نصر الله أن زيارة بايدن للمنطقة تهدف إلى أمرين أساسيين؛ الأول «إقناع دول الخليج بإنتاج وتصدير المزيد من النفط والغاز»، والثاني «تأكيد التزام أميركا بأمن إسرائيل ومشروع التطبيع مع الدول العربية وتوسعة دائرة التطبيع».