في ظل الفراغ التنظيمي الذي يعيشه تيار المستقبل منذ تعليق رئيسه عمله السياسي، وبعد انكفاء أمينه العام أحمد الحريري، باتت منسقيات التيار في المناطق «فاتحة على حسابها».زيارة السفير السعودي وليد البخاري للمنية، في الثامن من الجاري، فجّرت منسقية تيار المستقبل في المدينة التي أطلقت على نفسها اسم «مدينة الرئيس رفيق الحريري». فقد أصدر منسق التيار توفيق حامد تعميماً إلى الأعضاء والمنتسبين بعدم المشاركة في استقبال السفير السعودي في دارة النائب أحمد الخير. إلا أن التعميم لم يلقَ تجاوباً من بعض الأعضاء الذين شاركوا في اللقاء، ما أثار حفيظة المنسق وأدى إلى وقوع إشكالات انتهت بتقديم عدد من هؤلاء استقالاتهم.
قبل عام من الانتخابات النيابية خاض الخير معركة تسمية حامد منسقاً لتيار المستقبل في وجه النائب السابق عثمان علم الدين، في «معركة» أثارت تساؤلات عدة يومها عن سبب تخطي رأي النائب المستقبلي السابق. وبعد فوز الخير في الانتخابات الماضية، بضغوط الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري وتمنياته على فعاليات المنطقة، كانت التوقعات بأن تكون المنسقية سنداً للنائب الجديد الذي أعلن في مقابلة تلفزيونية منذ أيام أنه «إلى جانب الرئيس الحريري على ضهر السطح». لكنّ الانسجام المفترض لم يتحقّق، مع اتهامات للمنسق بأنه يريد فرض نفوذه «ولو على حساب تيار المستقبل».
الخير أكّد لـ«الأخبار» أن هناك خلافات داخل المنسقية، «لكنني لست نائباً عن المستقبل لأتدخل في العمل التنظيمي والعلاقة بيني وبين المنسقية ممتازة». وعن رفض المنسقية حضور استقبال السفير السعودي أجاب: «لم أوجّه دعوة رسمية إلى أحد».
حامد، من جهته، أكّد لـ«الأخبار» أن «العلاقة جيدة مع النائب الخير، ولا توجد أي خلافات». وفي ما يتعلق بزيارة السفير السعودي، أجاب: «أخلاقياً ما بروح، لكنني لم أمنع أي محازب أو منتسب من المشاركة. وأي تعميم في هذا الشأن يصدر من بيروت».
وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد منسقية المنية مناكفات من هذا النوع، إذ تكررت خلال ولاية نائبي المستقبل السابقين كاظم الخير وعثمان علم الدين، وكان آخرها حين أقدم علم الدين على طرد وفد المنسقية من منزله معتبراً حينها أن كلمة الفصل هي لنائب التيار.