لم يكن مستغرباً تقلص عدد العائلات السورية التي كانت ترغب في العودة الى قراها في القلمون الغربي قبل أن تغيّر رأيها. العراسلة أنفسهم عبّروا عن استيائهم من الدور الذي تقوم به المنظمات الدولية والمعارضون السوريون في عرسال في ثني الراغبين ممن سجّلوا أسماءهم في لوائح الأمن العام منذ أشهر. مصادر متابعة في عرسال أوضحت لـ«الأخبار» أن الفرق العاملة لدى جمعيات وهيئات دولية دأبت في الأسابيع والأيام الماضية، الى جانب عناصر من المعارضة السورية، على بث شائعات لإخافة الراغبين من «الموت الذي ينتظرهم»، مع وعود بـ«مزيد من المساعدات».وبالفعل، تراجعت غالبية العائلات عن قرار العودة، وأكّدت مصادر في الأمن العام اللبناني أن العدد الفعلي للعائدين لن يتبيّن قبل صباح اليوم عندما يصل هؤلاء إلى معبر وادي حميد - الزمراني. وبحسب المصادر، فقد سُجل حتى ليل أمس قيام 40 عائلة فقط بتوضيب حاجاتها تحضيراً للرحيل من أصل 400 عائلة سجل أفرادها أسماءهم للعودة.
وزير الشؤون الاجتماعية هكتور الحجار الذي زار مخيم النخيل في عرسال، أمس، دعا النازحين إلى «الابتعاد عن الشائعات ردّاً على من يقولون إننا نردّكم الى سوريا بشكل غير طوعي»، و«إنكم ستواجهون المشاكل عندما تصلون. أنتم ذاهبون ضمن آلية متفق عليها بين الدولتين من خلال الأمن العام، ومن يذهب الى سوريا يذهب على مسؤوليتنا. هناك شائعات وأخبار مغلوطة لتخفيف أعداد الذين تسجلوا من أجل العودة».
وأضاف: «رسالتنا اليوم لها اتجاهان: لنطمئن أن العودة آمنة من دون ضغوط، ولنطمئن بألّا يكون البقاء نتيجة إغراءات ومساعدات مغلوطة. اليوم ٨٥ في المئة من الأراضي السورية آمنة، وسوريا مستعدة لاستقبالكم، وصدرت عدة قرارات عفو من الدولة السورية. ونحن مستعدون للمتابعة مع اللواء عباس إبراهيم لحل أي مشكلة. لبنان أصبح في وضع اقتصادي غير صحيح، ونتمنى ألّا تصل بنا القلّة الى النقار»، لافتاً إلى أنه «لا يعقل أن تستقبل مدينة عرسال أكثر من ثلاثة أضعاف سكانها».