وقّع رئيس الجمهورية، ميشال عون، الرسالة الأميركية الرسمية المتعلّقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية التي تسلّمها من الوسيط الأميركي ​آموس هوكشتين​ وسلّمها للوفد اللبناني الذي سيتوجّه إلى الناقورة، في حضور نائب رئيس المجلس النواب، الياس بو صعب، ووزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال، عبد الله بو حبيب، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، إضافة إلى السفيرة الأميركية دوروثي شيا.
عون: إنجاز الترسيم عمل تقني لا أبعاد سياسية له
كما وقّع عون رسالة تحمل موافقة لبنان على مضمون الرسالة الأميركية عن نتائج المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية. وقال إنّ «إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عمل تقني ليست له أيّ أبعاد سياسية أو مفاعيل تتناقض مع السياسة الخارجية للبنان في علاقاته مع الدول».

أعضاء الوفد اللبناني إلى الناقورة
قبل التوجّه إلى الناقورة، ترأس عون اجتماعًا لأعضاء الوفد اللّبناني وزوّدهم بتوجيهاته. ويضمّ الوفد مدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير، مفوّض الحكومة لدى اليونيفيل العميد الركن منير شحادة، عضو مجلس إدارة هيئة النفط وسام شباط ورئيس مركز الاستشارات القانونية في وزارة الخارجية أحمد عرفة.
وفي سياق متصل، شدَّد المسؤول الإعلامي في القصر الجمهوري رفيق شلالا على أنَّ الوفد اللبناني لن يلتقي إطلاقاً الوفد الإسرائيلي في الناقورة.

بو صعب: «عهد جديد» قد بدأ
وأعلن نائب رئيس مجلس النواب، الياس بو صعب، من بعبدا، أنّ توقيع الرسالة يمثّل «عهداً جديداً» وأنّ الرسالة ستسلم إلى المسؤولين الأميركيين عند نقطة الناقورة اليوم.

هوكشتين: الاتفاق «نقطة تحوّل» في الاقتصاد اللبناني
من جهته، قال الوسيط الأميركي آموس هوكشتين، بعد لقائه رئيس الجمهورية، إنّ «الاتفاق من شأنه توفير الاستقرار على جانبي الحدود، وسيشكّل نقطة تحوّل في الاقتصاد اللبناني وسيشعر به المواطن قريباً». ولفت إلى أنّ «الاتفاق يسمح ببدء العمل في حقل قانا وحق الشعب اللبناني مضمون ببنود الاتفاق». وأضاف أنّه «إذا حصل أيّ خرق لاتفاق ترسيم الحدود البحرية فإنّ لبنان وإسرائيل سيخسران».
من بعبدا انتقل هوكشتين إلى السرايا الحكومية، حيث التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، ومن ثمّ زار عين التينة حيث اجتمع مع رئيس مجلس النواب، نبيه بري.

ميقاتي: نأمل أن يساهم ما تحقّق في حلّ أزمات لبنان
وأمل ميقاتي «أن يكون ما تحقّق خطوة أساسية على طريق الإفادة من ثروات لبنان من الغاز والنفط، بما يساهم في حلّ الأزمات المالية والاقتصادية التي يمرّ بها لبنان، ويساعد الدولة اللبنانية على النهوض من جديد»، مشيراً إلى أنّ «التعاون بين مختلف المسؤولين اللبنانيين، بمساعدة أصدقاء لبنان، حقق هذه الخطوة النوعية الأساسية في تاريخ لبنان، بعد سنوات من العمل الدؤوب». وقال إنّ «الاهتمام الشخصي للرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعطى دفعاً لمسار جديد في المنطقة ولدعم لبنان لاستعادة عافيته الاقتصادية».

حكومة العدو تصادق على الاتفاق
وفي الجانب المحتل، صادقت حكومة العدو على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، وذلك خلال اجتماع لمجلس الوزراء خُصّص لهذا الموضوع.

المحطّة الأخيرة في الناقورة
وبحسب البرنامج المفترض، فإنّ هوكشتين سيصل إلى الناقورة ومعه مساعدون بينهم السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، كما ستحضر ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان الديبلوماسية البولندية يوانا فرونتسكا بعد تلقيها أول من أمس رسالة تفويض من مكتب الأمين العام للأمم المتحدة. وإلى جانب الوفد اللبناني، فإنّ إسرائيل سترسل وفداً كبيراً يصل عدده إلى سبعة على الأقل، برئاسة مندوبة عن رئيس الحكومة تعمل في مكتب مستشار الأمن القومي إلى جانب مدراء من وزارة الطاقة وضباط من جيش الاحتلال.
وسيجري ترتيب اللقاء في الخيمة التي تجتمع فيها عادة اللجنة الثلاثية اللبنانية – الإسرائيلية – الأممية، ويلقي هوكشتين خطاباً شاكراً البلدين على جهودهما.
وبحسب الإجراءات المتفق عليها، فإن اللقاء لن يكون مفتوحاً أمام وسائل الإعلام، وسيسمح فقط لمصور فوتوغرافي بالتقاط صورة لرئيس الوفد اللبناني وهو يسلم الأوراق إلى هوكشين ومنسقة الأمم المتحدة وأخرى لرئيس الوفد الإسرائيلي، على أن ينتهي اللقاء من دون أي تواصل مباشر بين الجانبين.

تحليق معادٍ
وتزامنت إجراءات توقيع اتفاق الترسيم مع تحليق للطيران الحربي المعادي وغارات وهمية فوق النبطية وإقليم التفاح وصور والقطاع الغربي والناقورة.

جنبلاط: أين الشركة الوطنية للنفط والصندوق السيادي؟
وفي سياق متصل، سأل رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، عبر «تويتر»: لماذا تغيب الجيش عن إبرام الاتفاق حول الترسيم الذي يثبّت الهدنة ويؤكّدها؟ وأين هي الشركة الوطنية للنفط وأين هو الصندوق السيادي؟»، معتبراً أنّ «تحركات المسؤولين في هذا الشأن تثير الريبة، وكأنّ الموضوع هندسة مالية إضافية مصيرها الضياع والهدر».