اختتمت في رأس الناقورة، عصر اليوم، المرحلة النهائية من إبرام الاتفاق على الحدود البحرية الجنوبية، الذي كان لبنان والعدو الإسرائيلي قد توصّلا إليه، عقب مفاوضات غير مباشرة لعبت فيها الولايات المتحدة دور الوسيط، واستمرّت أكثر من عشر سنوات.
وسلّم الوفد اللبناني وثيقة التفاهم المتعلقة بترسيم الحدود البحرية للوسيط الأميركي عاموس هوكشتين، والتي كان سبق ووقعها رئيس الجمهورية ميشال عون صباح اليوم. وكذلك فعل الوفد الإسرائيلي الذي سلّم الوسيط الأميركي وثيقة التفاهم التي كان رئيس الوزراء يائير لابيد قد وقعها اليوم أيضاً.

(أ ف ب)

(أ ف ب)

كما سلّم الطرفان الإحداثيات الجغرافية المتفق عليها إلى المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، التي ستُودعها بدورها لدى المنظمة في نيويورك. وسلّم الوفدان الاتفاق والإحداثيات كلّ على حدة، في غرفة تواجد فيها: الوسيط الأميركي، منسقة الأمم المتحدة، السفيرة الأميركية دوروثي شيا والسفيرة الفرنسية آن غريو.

وكان الوفد اللبناني والشخصيات المشاركة قد حضروا من بيروت إلى الناقورة على متن مروحيات للقوات الأممية والجيش. وقد تمّت عملية تسليم الوفد اللبناني للوثيقة والإحداثيات عند الساعة الثالثة و20 دقيقة.

وانتهى اللقاء في رأس الناقورة عند الرابعة و40 دقيقة، قبل أن يغادر الجميع إلى مهبط المروحيات التابع للقوات الأممية، ليتوجهوا منه إلى بيروت عبر المروحيات.

(أ ف ب)

(أ ف ب)

وتزامنت عملية التسليم مع تدابير أمنية مُشدّدة اتخذها الجيش والقوات الأممية في البر والبحر. وكانت زوارق حربية إسرائيلية قد خرقت العلامات البحرية، الأمر الذي أدى إلى تأخير تسليم الوثيقة ساعة عن الموعد المُحدّد، اعتراضاً من قبل الجانب اللبناني على الخرق البحري الإسرائيلي، ما استوجب تدخل القوات الأممية التي تواصلت مع العدو الإسرائيلي ليسحب زوارقه إلى ما بعد الطفافات والعلامات البحرية للحدود البحرية، باتجاه المياه الفلسطينية المحتلة.

(أ ف ب)

وبعد تسلّمها الإحداثيات البحرية، أكدت المنسقة الأممية في بيان أن الأمم المتحدة «ستظلّ ملتزمة بمساعدة الأطراف» على تطبيق الاتفاق، بحسب ما «يُطلب منها وضمن حدود ولايتها». كذلك، قال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان إن الولايات المتحدة ستعمل «كمُسهّل، فيما يعمل الطرفان على الوفاء بالتزاماتهما وتنفيذ هذا الاتفاق».

ومع إتمام آخر مراحل المفاوضات وإبرام الاتفاق، أعلن الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، في خطاب ألقاه بالتزامن مع اجتماع رأس الناقورة، إنهاء «كل التدابير والإجراءات والاستنفارات الاستثنائية والخاصة التي قامت بها المقاومة منذ عدة أشهر»، مؤكداً أن «المُهمّة أُنجزت».

في المقابل، نفّذ «الحزب الشيوعي اللبناني» و«تحالف وطني»، اعتصاماً عند مدخل الناقورة، احتجاجاً على توقيع الاتفاق، الذي اعتبره المعتصمون «تطبيعاً مع العدو الإسرائيلي».