الهوّة تتسع بين معراب والنواب «التغييريين» الذين راهنت عليهم كـ«احتياط» استراتيجي في وجه حزب الله وحلفائه، إلى حدّ أن بعضهم لم يعد يخفي أن البصمات القواتية «واضحة» في إثارة الانقسام بينهم وتأجيج خلافاتهم لإدخال تكتلهم في «كوما»، طالما أنهم، أو بعضهم، لا يريدون أن يكونوا أداة طيّعة في يد سمير جعجع.في جلسة عقدت أخيراً في منزل نائب «تغييري»، وضمّت مجموعة من زملائه، بدا أن بين أيدي هؤلاء «مضبطة اتهام» ضد حزب القوات اللبنانية الذي يعمل على تشتيت تكتل الـ 13. يقرّ هؤلاء بأن للتباينات الداخلية دوراً أساسياً في الخلاف بين «التغييريين»، لكنهم لا يترددون في اتهام معراب باعتماد سياسة «فرّق تسد» بينهم واللعب على تناقضاتهم، والتواصل مع بعضهم بالمفرّق لتحريضهم على البعض الآخر وتقديم «أدلّة» على أن هذا البعض يعمل وفقاً لأجندة حزب الله. وهو على أيّ حال ما لا تخفيه القوات اللبنانية، وعبّر عنه بوضوح، أخيراً، النائب غياث يزبك في لقاء عبر منصة «كلوب هاوس» عندما قسّم كتلة الـ 13 بين منتمين «إلى العظم» للمنظومة، ومتماهين مع سلاح حزب الله، و«فئة نختلف معها حول بعض المواضيع السياسية والإجرائية». وهذه الفئة الأخيرة «نشتغل على تكبيرها» بحيث تجعل من الفئات الأخرى أقلية «تضمّ نائباً أو اثنين».
عملياً هذا ما حصل فعلاً، إذ باتت الثنائيات والثلاثيات تغلب على أعضاء التكتل، فيما أظهر الاستحقاق الرئاسي مدى اتساع نفوذ معراب بين بعض نواب «التغيير» وتأثيرها على مواقفهم. وبحسب مصادر «تغييرية»، فإن التواصل قائم بين بعض أعضاء كتلة «الجمهورية القوية» والنواب: ميشال دويهي ورامي فنج ومارك ضو ووضاح الصادق (وربما غيرهم)، وقد كان دويهي، ومن ثم الصادق، سبّاقين في فرط «الإجماع التغييري»، فيما يبدو واضحاً أن الأخير وزميله ضو باتا يشكّلان رأس حربة «مجموعة معراب» داخل التكتل. ويتهم بعض نواب «التغيير» الصادق بتبني خيارات رفضها التكتل، واتضح أن حزب القوات هو من كان يسوّق لها، كتأييده أثناء استشارات تكليف رئيس الحكومة لمرشح معراب والسعودية والحزب التقدمي الاشتراكي نواف سلام، وتأييده مرشح الثلاثي لرئاسة الجمهورية ميشال معوض. يبرر الصادق موقفه بأنه «حليف معوض وسامي الجميل ونعمة أفرام في جبهة واحدة»، لكن تجاوزه التأييد نحو التسويق من خلال استفتاءات يجريها عبر مواقع التواصل يوحي بأكثر من ذلك.
قرب الإعلان عن مجموعة من 7 نواب «تغييريين» على الأقل تتبنّى خيار معوض علناً

أما ضو، المتهم أصلاً بالوصول بأصوات «الجنبلاطيين»، فلا يُنكر وجود أزمة بين التغييريين يستثمرها الجميع، كما لا ينكر تواصله أو تنسيقه مع القوات «وغيرها»، مدرجاً ذلك في إطار «عدة الشغل» البرلمانية، أما دويهي فقد كانت «مشاغبته» القشة التي قصمت ظهر البعير. جلسة الانتخابات الرئاسية أمس عبرت عن مكنونات «الرفاق»، فيما هناك من يؤكد قرب الإعلان عن مجموعة مكوّنة من 7 نواب «تغييريين» على الأقل تتبنّى خيار معوض علناً، وهو ما أشار إليه نائب القوات جورج عدوان ضمناً، عندما أشار إلى أن عدد الأصوات المؤيدة لمعوض سيزيد في الجلسة المقبلة.