لم تكن زيارة وفد من حزب الله برئاسة رئيس المجلس السياسي إبراهيم أمين السيد لبكركي، السبت الماضي، كسراً لقطيعة. إذ إن الحوار بين الطرفين قائم عبر لجنة مشتركة تلتئم باستمرار. لكنها الزيارة العلنية الأولى للحزب إلى الصرح منذ نحو سنتين، بعد انقطاع فرضته ظروف كورونا، إضافة إلى تشنجات في المواقف ألقت بظلالها على العلاقة أحياناً.أجواء زيارة المعايدة كانت «ودودة للغاية وممتازة»، بحسب مصادر مطلعة على ما دار فيها. وهي لم تتطرّق إلى أي موضوع خلافي، وتخللها حوار فكري. وقد بدأت، بعد مجاملات المعايدة، باستفسار البطريرك بشارة الراعي عن صحة الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله عقب الإشاعات التي بثتها وسائل الإعلام الإسرائيلية والخليجية.
الموضوع الوحيد الذي أثير في الجلسة كان ملف الرئاسة. وكان البطريرك واضحاً في إبداء القلق من عدم إتمام هذا الاستحقاق، متسائلاً لماذا لا يعمد مجلس النواب إلى الالتئام في جلسة واحدة، كما في انتخاب البابا، يتم فيها التحاور حتى الاتفاق على رئيس.
في المقابل، أكد الوفد أنه مع فكرة الحوار الذي ينتج رئيساً قوياً، لأن النهوض بالبلد يستوجب رئيساً ذا مشروعية مستمدة من التوافق عليه بأكثرية معتبرة. كما أن الحزب حريص، كما أكد أمينه العام، على أن لا يأتي رئيس يطعن المقاومة، فكان رد البطريرك بأنه مخطئ من يعتقد بإمكان الإتيان برئيس كهذا. وتوجّه البطريرك إلى الوفد بأن مرشح حزب الله يكاد يكون معلوماً، مشيراً إلى أن الوزير السابق سليمان فرنجية «من بيت عريق وتاريخي ومعروف ومن الأسماء التي نوافق عليها»، لكنه سأل إلى متى الانتظار، فكان الجواب بأن المطلوب من الكتل المسيحية أيضاً أن تتوافق لتسريع الاستحقاق.
وبعد اللقاء، صرح السيد بأن «الوضع يجعل استحقاق الرئاسة أولوية ويجب أن يتم بأقرب فرصة كي لا ينهار لبنان». وشدّد على أنه «لا يوجد صفحة قديمة وجديدة مع الراعي لكن الأوضاع الصحية وكورونا تسببت بفسحة زمنية تزيد الشوق، ولا تباين بيننا بل وجهات نظر متطابقة أولها الحرص على انتخاب الرئيس». واعتبر أن المطلوب «التعاطي بمسؤولية عالية لأن بلدنا يعيش ظروفاً صعبة جداً»، مشدداً على أن «المطلوب الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية عبر حوار حقيقي خصوصاً في المجلس النيابي وهو ما دعا إليه الرئيس نبيه بري».