عائلة الشيخ أحمد، شقيقاته وأشقاؤه، حملوا القوى الأمنية مسؤولية الجريمة، مؤكدين أن رئيس البلدية كان يتحصن بكونه رئيس بلدية ونائب رئيس اتحاد سابقاً، وأن الخلافات القديمة، واقتراب الاستحقاق الانتخابي هما السبب وراء الجريمة، «يحيى الرفاعي لا يتخلى عن البلدية لأنها تمثل له الجاه والقوة والسلطة، ومن دونها ما بيساوي شي»، يقول أحمد الرفاعي.
الحزن والغضب لفّا البلدة حزناً على «النخوجي، صاحب القلب الحاضر، الذي لم يهب الموت على رغم تلقيه تهديدات باستمرار». الجميع صدم من هول الجريمة التي كادت تؤدي بالبلد إلى الفتنة، مقدار صدمتهم بجسارة رئيس البلدية الذي تصدّر المشايخ والفاعليات في اتصالاته للكشف عن مصير الرفاعي. أما الصدمة الكبرى، فكانت لدى إعلان قوى الأمن الداخلي أن الجثة وجدت على عمق 3.5 متر تحت الأرض في منطقة جبل الريحانية المخصصة لرمي النفايات على الحدود بين عكار وعيون السمك.
على وقع صيحات النسوة ونحيب الرجال دخل نعش الشيخ الرفاعي محمولاً على الأكف، وجال به المشيّعون في الساحة، من دون السماح بإدخاله إلى منزله، ومنع أفراد عائلته من وداعه كما يجب وأُبقي على النعش مغلقاً قبل أن يوارى الثرى وسط انتشار كثيف للقوى الأمنية والجيش اللبناني.
مفتي عكار: لا خلفيات سياسية أو حزبية لعملية خطف الشيخ الرفاعي وقتله
وفي المعلومات التي حصلت عليها «الأخبار» أن رئيس البلدية في التحقيقات الأولية حاول التنصل من الجريمة والإيحاء بأنه طلب فقط تأديب الشيخ أحمد، قبل أن يعترف بأنه خطط قبل شهر للجريمة، وجهّز الحفرة قبل التنفيذ بمدة، قبل أن يستدرج أحد المنفّذين الشيخ أحمد بمراسلته على سيدة بجاجة إلى مساعدة مادية بسبب الأزمة المعيشية. واعترف الرفاعي أن رجاله خطفوا، وتعمّدوا رمي الأدلة (القناع وقفازين وجاكيت صفراء اللون) في مكان الاختطاف للإيحاء بأن عناصر أمنية قامت بالعملية، ومن ثم الانتقال به إلى منطقة الكورة حيث جرت تصفيته، ونقله إلى منطقة البارد، لرميه في الحفرة.
مفتي عكار
قطع مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا الطريق على من استمروا في التلميح إلى مسؤولية سرايا المقاومة عن قتل الشيخ أحمد الرفاعي بالتأكيد أن «لا خلفيات سياسية أو حزبية لعملية خطف الشيخ وقتله». واستنكر «المنطق الذي يجر المنطقة إلى تبعات لا تحمد عقباها»، ودعا إلى «ضبط النفس على رغم فظاعة الجريمة، وسير التحقيق ضمن المجريات الطبيعية وأخذ الموضوع إلى القضاء».