ليس متوقعاً أن يخرج أي من الخبراء والمعلّقين والمراسلين الإسرائيليين، عن السقف الذي رسمه البيان المشترك الصادر عن جيش العدو و«الشاباك» والشرطة. حيث تم تناول خطورة الحدث من زاوية كونه عملاً أمنياً داخل الأراضي المحتلة عام 1948، وبعبوة «خطيرة جداً». وبأن المنفّذ، بحسب الرواية الإسرائيلية، قادم من لبنان. لكن ما يشغل المستويين الأمني والسياسي، يتمحور حول سؤال جوهري: ما هو دور «حزب الله» في عملية مجدو؟ هل كان يعلم؟ هل هو الذي سهل عملية العبور؟ أم أنها عملية تسلل نفذتها إحدى المجموعات بقرار مستقل؟في محاولة لقراءة الحدث من زاوية إخفاقاته وإنجازاته، تناول رئيس الاستخبارات العسكرية السابق اللواء عاموس يادلين عملية مجدو وما تلاها، بالقول للقناة 12، إن العملية أدت إلى «نتائج مختلطة». وتناول الفشل الإسرائيلي من زاويتين، استخبارية وعملياتية، مشيراً إلى أن «عملية التسلل جرت من دون إنذار استخباري... ولا يعلمون من هو، ونجح في تفجير عبوة ذكية وكبيرة جداً، وغير موجودة في المناطق الفلسطينية». وأكد يادلين أن المنفذ «وصل من لبنان». ودعا في ضوء هذه الإخفاقات إلى «التحقيق في ما جرى والتعلم منه» بهدف استخلاص العبر. وفي سياق التأكيد على استثنائية هذا الحدث، تابع اللواء يادلين، أن حدثاً مشابهاً جرى عام 2002، قرب مستوطنة متسوفا.
في المقابل، تناول رئيس الاستخبارات السابق ما اعتبره إنجاز الأجهزة الأمنية في قتل المنفذ قبل أن ينفذ عملية أخرى. وعبر عن اعتقاده الشخصي بأن هذه العملية لا تقف وراءها حماس ولا الجهاد الإسلامي، وأنها تمثل نموذج عمل حزب الله، مشيراً إلى ضعف قوة الردع الإسرائيلية في مواجهة هذا النوع من العمليات، ولكن ليس على المستوى الاستراتيجي والذهاب إلى حرب. وذهب اللواء يادلين في تحليله إلى حد القول إنه «ربما يكون قد تم التخطيط لهذا الأمر في إيران!».
وبعدما حررت الرقابة وسائل الإعلام الإسرائيلية، نسبياً، انطلقت في تحليل ما جرى، مع الالتزام بسقف الرواية الرسمية، فاعتبر المعلق العسكري في القناة 13، ألون بن ديفيد، أنه «لو نجحت هذه العملية فإنها كانت تخطط على ما يبدو لقتل جنود وعبوره إلى تقاطع مجدو انطلاقاً من فرضية أنه يوجد هناك جنود». ورأى بن ديفيد أنه ينبغي أن يكون الفهم الآن في إسرائيل بأن «قواعد اللعبة على الحدود الشمالية قد تغيرت والتحدي الإسرائيلي هو كيف ننفذ الرد الصحيح لكي نصيغ من جديد معادلة الردع في لبنان»، مبرراً ذلك بأن إسرائيل من الصعب جداً عليها أن تتعايش مع تهديد دخول «مقاومين» من لبنان إلى «عمق إسرائيل».
ورأى بن ديفيد أن منفذ عملية مجدو على ما يبدو فلسطيني، ولا يمكن القول مئة بالمئة إن هذه العملية لحزب الله، ولذلك إسرائيل لم تقرر كيف ترد. ولا يمكن استبعاد فرضية أن يكون قد استخدم نفقاً للعبور.
أما المعلق العسكري نير دبوري، في القناة 12، فاختار التركيز على مجموعة من الأسئلة: كيف نجحت عملية التسلل من لبنان إلى إسرائيل من دون أن يكشفها أحد. من أرسل المتسلل، وما هي المصلحة في ذلك، ولماذا ذهب إلى مجدو؟، مشيراً إلى أن المشتبه فيه المرحلي هو حزب الله. لكنه أضاف أن هناك جهات أخرى يمكن أن تنفذ مثل هذه العمليات. وأحياناً بغض طرف من قبل الحزب. وأوضح أنه عندما تتم معرفة كل ذلك، عندها «يمكن أن ندرس الرد الإسرائيلي، ضد من وكيف وبأي مستوى. ونحن لا نعرف لماذا اختاروا مجدو؟».
وبعدما أكد المعلق العسكري في قناة كان، روعي شارون، على كون العملية استثنائية، انطلاقاً من أن المنفذ تسلل من لبنان، إلا أنه أوضح أنه لا يُعلم حتى الآن انتماؤه التنظيمي، وأن هناك الكثير من الأسئلة التي لا إجابة عليها، «من ضمنها من أين تسلل وكيف؟ ويحاولون أن يفهموا ما إن كان ينتمي إلى حزب الله وهل لحزب الله مصلحة بتسخين الحدود ولماذا؟».