رغم التجربة الغنية للمقاتلين العرب والأجانب الذين قاتلوا العدو الإسرائيلي في لبنان، لم تقم القوى الفلسطينية واللبنانية التي قاتلوا في صفوفها بتوثيقها بشكل كامل. الأمين العام للحزب الديموقراطي الشعبي محمد حشيشو يحتفظ في وثائقه وذاكرته بجانب من التجربة التي عايشها ميدانياً في محاور الجنوب وبيروت والجبل. قبل عام 1982، ازدهرت المساهمة الأممية على الجبهات. سُجّل حضور لكل من الألوية الحمراء الإيطالية وجماعة الجيش الأحمر الألماني (بادر ماينهوف) ومجموعة العمل المباشر الفرنسية والجيش الأحمر الياباني ومنظمة الدرب المضيء من البيرو والخلايا الشيوعية المقاتلة في بلجيكا والجيش الجمهوري الإيرلندي والجبهة الشعبية في تركيا والذراع العسكرية لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي (نيلسون مانديلا) ومنظمة إيتا من إقليم الباسك الإسباني وحزب وطد التونسي وحزب العمال الكردستاني... ولفت حشيشو إلى أن عناصر من مجموعات أخرى كانوا ينخرطون في صفوف قوى لبنانية وفلسطينية، يعملون تحت اسمها، ولا سيما مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.يرجّح حشيشو بأن عوامل الجذب للمقاتلين الأجانب بشكل خاص ارتبطت بـ«التصاق اليسار العالمي بالقضية الفلسطينية، إذ وجد فيها جزءاً من الصهيونية والإمبريالية، فضلاً عن شعور التضامن العالمي بعدالة القضية». ومن العوامل أيضاً «الميدان اللبناني الذي شكّل معسكر تدريب للتزود بالخبرات وتطوير المهارات القتالية لدى تلك المجموعات في بلادها». وإلى الخبرات العسكرية التي تبادلوها مع المقاتلين اللبنانيين والفلسطينيين، «برز دور المقاتلين الأجانب في رفع الوعي السياسي والثقافي والمجتمعي ولا سيما حول قضايا المرأة».