بعد عرض بيروت أمس، عرض ممثلون عن شركة «توتال إنيرجيز إي بي بلوك 9 – فرع لبنان» اليوم في مدينة صور نتائج تقويم الأثر البيئي والاجتماعي الذي أجرته لمشروع التنقيب عن الغاز قبالة الساحل الجنوبي في الرقعة رقم 9.
الدراسة، التي أجراها كلّ من «دار الهندسة» وشركة INFORO اللبنانيتين وKIRAN LIBAN وشركة RSK البريطانية، نُشرت على موقع هيئة قطاع إدارة البترول و«توتال» وستبقى متوافرة للعموم حتى 15 حزيران المقبل. حتى ذلك الحين، تستقبل الجهات المعنية الملاحظات والشكاوى المتعلقة بها. وبعدها، يرفع تقرير تقييم الأثر البيئي والاجتماعي النهائي إلى وزارة البيئة للموافقة عليه.

بموازاة العرض الإلكتروني، وجّهت الشركة دعوات إلى اتحادي بلديات صور وساحل الزهراني ومحمية شاطئ صور الطبيعية والجمعيات البيئية والناشطين لحضور عرض نتائج الدراسة.

وممّا ورد في ملخص الدراسة أنّ البئر الاستكشافية، التي سيبدأ الحفر فيها في أيلول المقبل، تبعد من الشواطئ الجنوبية 65 كيلومتراً. ومن المنتظر أن تستمرّ الأعمال الاستكشافية لتبيان وجود الغاز 65 يوماً. وبثّت الدراسة مستوىً عالياً من التطمينات حول الضرر الذي قد يلحق بالبيئة البحرية. الأحداث العرضية نسبتها ضئيلة، بحسب القيّمين على الدراسة التي وضعت سيناريوهات متعدّدة لها. «السيناريو الأسوأ الذي وضعناه، في حال حدوث طارئ في قاع البحر يؤدي إلى تسرّب سوائل نفطية. وبحسب السيناريو، فإنّ السوائل ستنجرف مع التيارات البحرية باتجاه الشمال وشمال الشرق أي سوريا وقبرص. وفي حال غرقت وحدة الحفر وتكون محمّلة بـ4 آلاف طن من الديزل، سينجرف في الاتجاهين نفسيهما نحو الشرق والشمال شرق». طوال فترة الأعمال الاستكشافية المرتقبة لمدة شهرين، ستتخذ سفن الشحن والمروحيات خط سيرها من القاعدة اللوجيستية لـ«توتال» في مرفأ بيروت باتجاه سواحل صور. وإزاء المخاوف من تمدّد رقعة الضرر على الحياة البحرية، لفتت الدراسة إلى أنّ «كلّ مقاول مجبر على وضع خطط الاستجابة للطوارئ ومكافحة انفجار الآبار وإدارة الشكاوى وإدارة الجهات المعنية بالحفر».

برغم التطمينات، أبدى عدد من البيئيين تحفّظهم على الأثر البيئي الناجم عن الحفر. مدير محمية شاطئ صور الطبيعية، علي بدر الدين، قال لـ«الأخبار» إنّ احتمالات الضرر كبيرة على النظم البيئية «لا يطمئنا القول إنّ الحفر يجري بعيداً عن الشاطئ، لأنّ عمق البحر على طول الساحل اللبناني، مليء بالحفر والجيوب المرجانية والتنوّع البيولوجي. أما سواحل الناقورة بشكل خاص، فتعدّ من أبرز موائل النظم البيئية».