في أول ظهور إعلامي وشعبي له، منذ إعلانه عزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية منذ أشهر، أطلّ وزير المال محمد الصفدي نهاية الأسبوع الماضي من الضنية، خلال لقاء سياسي وجماهيري لافت، حمل في طيّاته دلائل سياسية.
بعد ظهر الجمعة الماضي، وصل الصفدي إلى بلدة الروضة يرافقه ابن شقيقه أحمد الصفدي ونقيب المحامين السابق بسام الداية وبعض كوادره الرئيسيين، تلبية لدعوة عميد عشيرة آل سيف الشيخ مصطفى سيف الذي تربطه بالصفدي علاقة قديمة أسهمت في تنفيذ مؤسسة الصفدي عدداً من المشاريع التنموية والاجتماعية في البلدة.
لم يكتسب اللقاء أهميته من كون الروضة، وهي البلدة الصغيرة التي تتوسط جغرافياً منطقتي الضنية والمنية، استطاعت جمع شمل ممثلين عن عشائر العرب في القضاء وخارجه فقط، بل لأن اللقاء جمع حشداً من رؤساء البلديات والمخاتير في الضنية والمنية وعكار، وفاعليات سياسية واجتماعية ودينية ذات وزن في مناطقها.
القاعة التي احتضنت اللقاء امتلأت كراسيها الـ1500 كاملة، وبقي العشرات من أبناء البلدة واقفين خارجها، الأمر الذي عدّه منظمو اللقاء «تحوّلاً في المزاج السياسي في المنطقة؛ لأن اللقاء لم يكن فقط دعوة على غداء، بل كان لقاءً سياسياً بامتياز»، مشيرين إلى أن الصفدي «فوجئ» بحجم الحضور.
مصادر الصفدي أوضحت أن اللقاء «لا ارتباط له بالعمل النيابي، وخصوصاً بعد إرجاء الانتخابات والتمديد للمجلس النيابي، لكنه يؤكد في المقابل أن الصفدي سيبقى حاضراً في الشأن العام، مثلما أكد يوم إعلان عزوفه». ورفضت المصادر اعتبار اللقاء «تحدّياً أو استفزازاً لأي طرف»، مشيرة إلى أن مثل هذا الحشد الشعبي «خبرناه جيداً في مناطق الكورة والبترون، إضافة إلى طرابلس حيث قاعدة الوزير الصفدي الشعبية الرئيسية. لكن التجربة في الضنية والمنية كانت الأصعب؛ لأن تيار المستقبل يعتبرها قلعة له». وتضيف المصادر أن «الجمهور الذي كان موجوداً في الروضة يدرك أنه يستمع إلى رجل لا يحرّضهم على الحرب والاقتتال، ولن يقودهم إلى معارك عبثية؛ لأن الصفدي يدرك أن الجمهور السّني ليس محتقناً طائفياً ومذهبياً، فالطائفة السّنية لم تكن قط طائفة انعزال وتحريض وتحدٍّ وقتال، وإنّ من يعطون صورة كهذه عن طائفتهم ومناطقهم يسيئون إلى طائفتهم ومناطقهم قبل الآخرين».