في موازاة الانشغال بالأحداث الأمنية التي شهدتها صيدا والحدود اللبنانية ـــ الفلسطينية ليل أول من أمس، برزت زيارة السفير القطري الجديد في لبنان علي بن حمد المرِّي لنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بحضور مسؤول العلاقات العربية في الحزب حسن عز الدين. وفيما وصف المرِّي الزيارة بـ«التعارفية والبروتوكولية»، مشيراً إلى أنها تأتي ضمن جولته على المسؤولين اللبنانيين وكل التكتلات كسفير جديد، أفادت قناة «المنار»، نقلاً عن مصادر، أن اللقاء «جاء لتنشيط العلاقة بين قطر وحزب الله، وخطوة قد تتبعها خطوات على طريق تعزيز هذه العلاقة».
وذكر بيان لحزب الله أنه جرى خلال اللقاء «التداول في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، والتأكيد أن الحلول السياسية في المنطقة أساس للمعالجة البناءة لمصلحة شعوبها، وأن تعاون الأفرقاء في لبنان يقدِّم العلاج الذي يخدم هذا البلد وجميع أبنائه».
على خط آخر، أثارت الاعتداءات الإرهابية على حاجزي الجيش في منطقة مجدليون وعلى جسر الأوّلي في صيدا ردود فعل مستنكرة، إذ دان رئيس الجمهورية ميشال سليمان من باريس «العمل الإرهابي الإجرامي»، وبقي على اتصال مع الجهات المعنيّة لمتابعة الموضوع، مشدداً على «وجوب اتخاذ كل التدابير لمحاربة الإرهاب». كذلك تابع مع وزارة الدفاع وقيادة الجيش آخر المعلومات المتعلقة بالوضع على الحدود «بما يحفظ السيادة في وجه المخاطر الإسرائيلية ويكفل حسن الالتزام بتطبيق القرار 1701».
بدوره، دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الجميع إلى «الالتفاف حول الجيش وسائر القوى الأمنية اللبنانية وعدم السماح لأي كان بالعبث بالأمن والنيل من دور المؤسسة العسكرية وهيبتها».
واطّلع ميقاتي من قائد الجيش العماد جان قهوجي على ملابسات الاعتداءين ونتائج التحقيقات الجارية في شأنهما.
ورأى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام أن أي تطاول على أفراد الجيش تحت أي ذريعة وسبب «يشكل اعتداءً سافراً على الشعب اللبناني بل على الوطن بأكمله، وهو مرفوض ومدان».
وأبدى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي أسفه لما يتعرض له الجيش من اعتداءات، معتبراً «أن التعدي عليه هو تعدٍّ على كل الكيان».
ورأى الرئيس سعد الحريري «أن رأس الفوضى وإرادة التخريب تتمثل بالاعتداء على الجيش اللبناني»، معتبراً أن الهجمات الإجرامية المسلحة التي تعرض لها في محيط صيدا «لا وظيفة لها سوى الإساءة لهوية المدينة والتزام أهلها وفاعلياتها بالدولة ومؤسساتها الشرعية، ومحاولة دنيئة لجر البلاد إلى مستنقع الفتن المتنقلة والعمليات الإرهابية». وأكد أن «صيدا لن ترضى تحت أي ظرف من الظروف استدراجها من جديد إلى مواجهة مع الجيش اللبناني، المؤتمن على سلامتها وأمنها وكرامة أهلها. وأن الخارجين عن وحدتها وإرادتها في دعم الجيش وسائر المؤسسات الأمنية الشرعية هم مجرد مجموعة ضالة وغير مسؤولة».
وأكد رئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة أن الجيش «هو المؤسسة التي يجب دعمها ومساندتها باعتبارها الأداة الأمنية الرسمية للدولة التي تضبط الأمن وتحافظ وتحمي مصالح المواطنين وتعزز الوحدة الوطنية في مواجهة العدو الإسرائيلي وقوى الأمر الواقع، والميليشيات غير الشرعية الخارجة عن القانون».
ودان اللقاء التشاوري الصيداوي في بيان تلته النائبة بهية الحريري «الاعتداء الإرهابي» على الجيش، معتبراً أنه «اعتداء على صيدا وأهلها وثوابتها الوطنية وعلى السلم الأهلي في لبنان».
ورأى الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد، بعد اجتماع للأحزاب الوطنية في صيدا، «أن استهداف الجيش استهداف للأمن والاستقرار في البلد». ودعا سعد إلى «تعزيز المناخات الوطنية في مواجهة الإرهاب»، متمنياً على «القوى السياسية التي مارست التحريض الطائفي والمذهبي أن تراجع حساباتها وتجري نقداً ذاتياً لتجربتها، وأن تدرك ما جنت يداها من صعود لموجات الإرهاب التي لا تخدم إلا العدو الصهيوني».
ورأى رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء»، أن «ما حذرنا منه أثبت صحته، خصوصاً أن ذريعة الانكفاء التي تنتهجها بعض القوى ستؤدي إلى ملء الفراغ من بعض التيارات المتطرفة وحتى التكفيرية وتقضي على الاعتدال السياسي وتأكل الأخضر واليابس، ناهيك عن تلك الأصوات المشككة بالجيش اللبناني التي صدرت وتعالت بعد أحداث عبرا وكانت في غير محلها». ورأى أن «مسؤولية كل مكونات المجتمع السياسي اللبناني الالتفاف حول الجيش في مواجهة الإرهاب، أياً كان مصدره، وتسهيل مهمته في مدينة طرابلس»، فيما رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن الاعتداء على الجيش «يؤكد من جديد أهمية أن تأخذ الدولة الأمور وحدها وبيدها، وأن تحتكر وحدها ومن دون سواها حق استعمال السلاح على أرضنا».