خطف اللقاء بين رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط و«الخليلين»، وزير الصحة علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لـ «حزب الله» حسين الخليل في كليمنصو الاهتمام خصوصاً بعد الأجواء السلبية التي رشحت عنه. اللقاء الذي حضره وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور والنائب أكرم شهيب وأمين السر العام للحزب الاشتراكي ظافر ناصر أتى بعد برودة في العلاقة بين الطرفين (حزب الله وحركة امل من جهة، وجنبلاط من الجهة الثانية)، وكان متوقعاً له بحسب مصادره ان يزيل هذه البرودة، ويفتح أفقاً للحوار بين الطرفين.
لكن نتيجته اتت سلبية، لتثبت البرودة القائمة إن لم تكن قد فتحت العلاقة على المزيد من السوء. كان الخليلان يريدان من زيارتهما بحث ملف قانون الانتخابات بالدرجة الاولى. قدم الوزير علي حسن خليل، بحسب مصادر اللقاء، مطالعة تحدّث فيها عن المواقف المعلنة لكل من الطرفين إزاء هذا الملف، مشدداً على أن الهدف من طرحه ليس إقصاء أحد، ولا تحجيم احد، مركزاً على دور جنبلاط في الحياة السياسية اللبنانية. وسأل خليل مضيفه عن رأيه الحقيقي في الشأن الانتخابي، فرد أبو تيمور بشرح مقتضب جداً عن وضع الطائفة الدرزية ودورها، جازماً بأنه ضد النسبية. واوحى بشكل لا يقبل اللبس بأن هذا الامر غير قابل للنقاش بالنسبة إليه، من دون ان يشرح أسبابه. أقفل باب البحث على هذا الملف، فانتقل جنبلاط إلى «الحديث العام» عن سلاح المقاومة والحوار، مكرراً موقفه العلني منهما. شدد على ضرورة العودة إلى طاولة الحوار، فرد الزائران بالقول إن من عطّل الحوار هو سعد الحريري، فلفت جنبلاط إلى انه ضد توجه الحريري ذاته. وعندما ذكّر الخليل بالخطابات المتشجنة التي ألقيت في مجلس النواب أخيراً، لافتاً إلى اللغة الهادئة التي استخدمها النائب نواف الموسوي، ذكّر النائب أكرم شهيب بخطاب النائب حسن فضل الله «الذي فاجأنا بحدته». وبحسب مصادر المجتمعين، فإن اللقاء تحول إلى محضر لتعداد نقاط الاختلاف. في الملف السوري، أشار الوزير خليل إلى وجود تباين كبير في وجهات النظر بين الطرفين، لافتاً إلى ان لهذا الأمر انعكاسه على العديد من القضايا، «لكننا معنيون بإيجاد نقاط مشتركة للتأسيس عليها». وعندما انتقل البحث إلى الملف الحكومي، أكد جنبلاط أن موقفه العلني هو ذاته موقفه الحقيقي، أي أنه «ليس جزءاً من الأكثرية، لا في مجلس الوزراء، ولا في مجلس النواب، إلا بما يخص عدم إسقاط الحكومة». أما في ملف الإنفاق الحكومي، فأعلن أيضاً تمايزه عن قوى الأكثرية لناحية تأكيده أن ملف الـ8900 مليار يشبه ملف الـ11 ملياراً، و«كلنا شركاء في الإنفاق المخالف للقانون، فلا يجب تكبير الموضوع». أكد الخليلان موقف حزبيهما المعلن من هذه الملفات، وانتهى اللقاء سريعاً، بعدما أهدى جنبلاط كلاً من زائريه نسخة من كتاب «دروز بلغراد» لربيع جابر. وأكدت مصادر المجتمعين أن اللقاء لم يتطرق أبداً إلى زيارة جنبلاط للسعودية.
غادر الخليلان من دون الادلاء بأي تصريح تاركين هذا الأمر لـ«البيك» الذي قال: «التواصل مفيد دائماً، وإن كان هناك اختلاف بوجهات النظر، فإن الحوار مطلوب، ونحن نشكرهما على اللقاء، وسنستمر بالتواصل». وفيما كان منتظراً أن يحدد موعد للقاء بين الرئيس نبيه بري وجنبلاط بعد عودة الأخير من السعودية، لفتت مصادر متابعة للعلاقة بين الطرفين إلى كون اجتماع أمس سيؤخر هذا الموعد.

لا تأثير للإنفاق على عمر الحكومة

واستمرت أمس ترددات جلسة مجلس الوزراء الأخيرة التي شهدت نقاشاً بين الرئيس ميشال سليمان ووزراء جبهة النضال الوطني من جهة ووزراء تكتل التغيير والاصلاح وحزب الله وحركة أمل من جهة أخرى حول مشروع الـ8900 مليار ليرة على خلفية رفض سليمان إصداره بمرسوم. وأكدت مصادر وزارية من مختلف الجهات السياسية لـ«الأخبار» أن عدم توقيع سليمان المرسوم وإن كان سيشل عمل الحكومة جزئياً ويؤثر على العلاقات بين مكوناتها، إلّا انه لن يقصّر في عمرها.
واستغرب النائب ميشال عون، في حديث إلى الـ«OTV» موقف سليمان، معتبراً أنه «لا ينم عن معرفة رئيس الجمهورية بتاريخ الرؤساء ولا تاريخ الجمهوريات».


متفجرات في الأشرفية

وبرزت إلى الواجهة أمس قضية أمنية في منطقة الأشرفية، حيث عُثِر على أكثر من 40 عبوة ناسفة مجهزة بالصواعق وصالحة للاستخدام لكن غير معدة للتفجير، مع كمية من الذخائر، إلى جانب صندوق سلاح يحمل كتابات عبرية. وفيما ذكرت مصادر أمنية أن هذه العبوات قديمة العهد، مقللة من أهمية الحدث، أكدت أخرى ان العبوات حديثة، لافتة إلى أن مقاتلاً سابقاً في القوات اللبنانية يسكن في المبنى ذاته. وتجري المديرية العامة لأمن الدولة تحقيقاتها في هذا الملف.


سوريا ولبنان وقلق أميركي

في غضون ذلك، شهد قصر بعبدا قمة لبنانية ــ نمسوية جمعت سليمان ونظيره النمسوي هاينز فيشر الذي يزور لبنان لمدة يومين. وعقد الرئيسان مؤتمراً صحافياً تركز على الشأن السوري فأمل سليمان «ألا يحصل أي تدخل أجنبي عسكري» في هذا الشأن، مجدداً «رفض لبنان أي شكل من أشكال التوطين».
من جهته، عبّر فيشر عن تفهمه «موقف لبنان بالنأي بالنفس»، و«لو كنت سياسياً لبنانياً كنت سأبذل جهدي لتفادي انتقال الصراع الى بلدي». والتقى فيشر رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي أكد في كلمة ألقاها خلال افتتاح كلية اللغات في الجامعة اليسوعية أن «دول المنطقة تقع الواحدة تلو الاخرى في كمين تبديد قوتها الاقتصادية والسياسية ويزداد الانقسام داخلها وتحول كياناتها الى زواريب محكومة للسلاح»، لافتاً إلى أن لبنان «في واقع المنطقة المضطرب والمتوتر يحتاج أولاً وآخراً الى تعزيز سلامه الأهلي والتفاهم على مخطط استراتيجي للتنمية».
وفي بروكسل قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إنه «ليس لنا أي مصلحة في إثارة المشاكل في الداخل اللبناني على خلفية الملف السوري». وشدد في مؤتمر صحافي مع رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو على «تصميم حكومته على تكريس الاستقرار والاستمرار في تحقيق التنمية». بدوره، عبر باروسو، عن تفهم أوروبا لـ«حساسية» الموقف اللبناني تجاه الوضع السوري، وأبدى «استعداد الاتحاد الأوروبي لمساعدة لبنان على النهوض بعبء اللاجئين على أراضيه».
في هذه الأثناء برز موقف أميركي على لسان نائبة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى إليزابيث ديبل بعد زيارتها لبنان عبرت فيه عن قلق بلادها من «أن تؤدي التطورات في سوريا الى المساهمة في عدم الاستقرار في لبنان».


جعجع لا يفكر برئاسة الجمهورية

من جهته، أسف جعجع في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية «لانعدام الحس الإنساني والأخلاقيات السياسية لدى حزب الله والعماد عون، اذ كان بإمكانهم اصدار كلمة او بيان لاستنكار محاولة الاغتيال وعدم تكذيبها وتسخيفها». وعما اذا كان مشروعاً لرئاسة الجمهورية، أكد «ان هذه الفكرة لم ترد في رأسي ولا لمرة من المرات، وهذا ليس أسلوب عملي. لا أخطط لذلك، فرئاسة الجمهورية أو النيابة أو الوزارة نتاج عمل ولا يمكن التخطيط للوصول اليها».


الانتخابات تغيّر الحكومة

وأطل الرئيس سعد الحريري مجدداً عبر تويتر، معتبراً «أنّ الانتخابات ستشكّل فرصة للبنانيين لتغيير الحكومة والوضع السيئ». وعزا عدم لقائه جنبلاط في السعودية إلى ان الأخير كان في جدة في حين كان هو في الرياض، لكنه أكد أنّ لقاءهما سيحصل قريباً. وجدّد أن «لا نقاش في النسبية بينما ترهيب السلاح يمنع مرشحين في مناطق هيمنته».


جدار كفركلا الإثنين؟

في سياق آخر، تبلغت قيادة الجيش اللبناني من اليونيفيل بأن الجيش الإسرائيلي سيباشر الاثنين بناء جدار قبالة بلدة كفركلا الجنوبية، علماً بأنها ليست المرة الأولى التي تحدد فيها اسرائيل موعداً لذلك منذ إعلانها عن مشروعها قبل ثلاثة أشهر.
من جهة أخرى، أفرجت اسرائيل عند معبر رأس الناقورة، عن اللبناني علي د. (مواليد 1984) الذي كان قد تسلل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر السياج الشائك بين كفركلا ومستعمرة المطلة مصطحباً ولديه (5 سنوات و3 سنوات). وسُلّم المتسلل إلى استخبارات الجيش للتحقيق معه.



«البيك» يأكل سمك القرش

التزاماً منه بالاتفاق مع المملكة العربية السعودية بشأن «شكل» زيارته إليها، اكد النائب وليد جنبلاط أمام زواره أنه قصد السعودية للقاء «صديقي وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل». وأكد أنه لم يلتق الرئيس سعد الحريري بسبب طبيعة هذه الزيارات وعدم وجودهما في مدينة واحدة. وجرياً على عادته عندما يريد الابتعاد عن السياسة، انتقل جنبلاط للحديث عما قام به في مدينة جدة، حيث زار سوق السمك، وتناول طبقاً المكون الرئيسي فيه من سمك القرش في البحر الاحمر! وتحدّث عن إعجابه بالمباني التراثية في الأحياء القديمة من جدة. اما في الشأن الداخلي، فأكد جنبلاط أنه «يوافق على تأليف حكومة تكنوقراط إذا حظيت بإجماع، لكن ما حدا بدو ياها». ثم انتقل للحديث بسخرية عن الثلاثي الدرزي المعارض له، النائب طلال إرسلان والوزير السابق وئام وهاب والنائب السابق فيصل الداوود. وخص الثاني بلفتة خاصة، مشيراً إلى قول وهاب إن عدم السير بقانون انتخابي جديد سيؤي إلى مشكلة في البلد، وقال جنبلاط: «يبدو أن هذه العبارة من معلمه بشار الأسد». في الشأن السوري، نعى رئيس الحزب الاشتراكي مهمة الموفد الدولي كوفي أنان، ويؤكد أنها فشلت، مشيراً إلى أن «تنحي الرئيس السوري هو الحل الأمثل لتجنيب سوريا المزيد من الدماء».