وفقاً لقاعدة «ما حدا أحسن من حدا»، يطمح «فتى كسروان» دافيد افرام إلى تبوّء مقعد «أصغر الأعضاء سنّاً» الذي يحتله اليوم «فَتَيا الكتائب» سامي ونديم الجميّل في مجلس النواب. سبق افرام الجميع بإعلان بيانه الترشيحي للانتخابات المقبلة في كسروان تحت عنوان «وحدو حلمك بعمّر لبنان». شعار سيحمله «مغامر شاب» قرّر الوقوف في وجه «محادل العائلات» الكسروانية وحسابات «الكبار الطاحنة». وهو إذ يدرك خسارته مسبقاً، إلا أنه مقتنع بأنه «آن الاوان لنشكّل جناحنا الفكري، لا العسكري».
قبل فتح أبواب الترشح للانتخابات النيابية، ظهر دافيد افرام ابن الـ29 عاماً، قريب الوزير والنائب الراحل جورج افرام، لينقل حلمه من تصنيع السيارة الأولى في لبنان التي حملت اسم Frem 1 إلى حلم جديد بمقعد نيابي. بيان ترشيحه الانتخابي يوحي بأن الانقلاب السياسي في دائرة كسروان آت حتماً من طريقه، وأن المقعد الماروني يكاد يكون في أمان. وليس من مبرّر بعد اليوم للمخاوف التي تعتري الكسروانيين على مصيرهم. فبين «جنرال يريد أن يبقى كل المرشحين في كسروان عسكراً في ثكنته» و«زعيم آخر سيجدّد عضويته في حدل منافسه وإقفال منزله»، يطل افرام في سيارته الفخمة متحرراً من «فوبيا» عون والخازن والبون وافرام وزوين وخليل... ليعلن ترشّحه من دون الاكتراث بما إذا كانت ستجرى في موعدها أو ستُرجأ، رغم أن كثيرين يؤكدون أن معركته خاسرة سلفاً؛ لكونه غير حزبي، وكونه، أيضاً، «دخيلاً» لا يدور في فلك مجتمع السياسيين.
تكفيه «سيارته»، مولوده الأول عام 2008، الذي خوّله أن يكرّم بين العمالقة. يعيش اكتفاءً ذاتياً بإنجازاته التي وصل صداها إلى ديترويت والصين، وتناولتها معظم وسائل الإعلام في العالم، لكنه لا يقبل «الالتحاق» بأي لائحة؛ فهو لا ينتمي إلى 8 أو 14 آذار. يردد جملاً حفظها عن ظهر قلب حول «طموح الشباب» و«هجرة الأدمغة». لا شأن له بالزواريب السياسية؛ إذ لا يلبث أن يتهرب من أي سؤال يتعلق بالشأن السياسي، غير آبه بالمشاكل المحيطة بالبلد. لا الثورات العربية ولا الوضع الإقليمي ولا حتى الخاطفون أو المخطوفون. لا يتحدث في أمور لا تعنيه مطلقاً. يعترف بأن لا خبرة لديه في العمل التشريعي والسياسي، حتى إنه لا يأبه إن كانت الانتخابات ستجرى وفقاً لقانون النسبية أو قانون الـ60. يوكل ذلك إلى فريق عمل يقول إنه سيكون دليله.
يعلم جيداً صعوبة اللعبة، وماذا يعني «المسح». فريق «يسعى إلى مسح الفريق الآخر». يعرف مسبقاً أنه سينافس «بولدوزر خدمات» و«أباطرة» في تأليف اللوائح لا مرشحين، على حلبة تتعاطى مع الناخب كرقم وصوت لا أكثر. يحترم الجميع، وعلاقته ممتازة معهم، إلا أنه لم يلتق حتى الآن بأي منهم، رغم إعجابه القديم بأداء القوات اللبنانية. يؤكد أنه ماضٍ في ترشحه في «دائرة الجنرال»، ولا يهمه «فلش الزفت» الذي يصل إلى فتوح كسروان وساحلها. وليس لأنها نبع الزعامة المارونية ودائرة «أم الخدمات»، والكنيسة الحاضرة في اللوائح، وأصحاب «البيوت المفتوحة» و«فتّ الاموال»، على حلبة دهاة السياسة.
لا يأبه ابن حارة صخر المغامر لـ«ديكتاتورية» أصوات العائلات. فالحياة بنظره «لا تنتهي» إذا لم يؤيد ميشال عون أو سمير جعجع. سيخوض «الحرب الكبرى» في «دائرة الأقوياء» لإيصال صوت الشباب إلى البرلمان، وحضّهم على قلب الطاولة، بألا يكونوا «وسيلة يستعملها السياسيون لتحقيق غاياتهم». يعوّل دافيد على أصوات أصدقائه ومحبيه الذين لا يتعدون ربما الـ400.