«لماذا تقبلون، كدولة، بتسلّم مخطوف واحد، بدل الإصرار على عودتهم جميعاً؟ ألا ترون في هذا نوعاً من الإهانة والاستخفاف؟». ليس لدى المسؤول ما يجيب به. إنه «منزعج إلى أبعد الحدود». المسؤول الرسمي، أحد المعنيين بعملية التفاوض، ممتعضاً: «خليني ساكت... رح أفجر». علم باكراً أن المخطوف عوض إبراهيم، أحد اللبنانيين العشرة المخطوفين في سوريا، لن يعود أمس. إذاً، على ذويه أن ينتظروا: «لكن قرار عودته محسوم... اليوم سيكون بيننا في المساء. ما زلنا نعالج بعض الثغر». ما هي تلك الثغر؟ «سيأتي يوم ونقول». متى تتوقع أن يأتي هذا اليوم: «يا رجل أنت تستفزني! اتركني بحالي مسموم بدني من الصبح». يستدرك: «تريد أن تسمع أن ثمة من يهزأ بنا؟ حسناً، هل نرفض تسلّم مخطوف واحد؟ أليس أفضل من لا شيء؟ عم يبعتوهم بالتقسيط. كأنهم رؤوس بطاطا. هذا ما يحزّ في نفسي».
إلى هذا الحد دفع أبو إبراهيم، ومَن وراءه، المسؤولَ اللبناني إلى الغضب والشعور بـ«الجرح الوطني». الغريب أن أبو إبراهيم، رجل أعزاز، يملك قدراً من الوقاحة لا يستهان به. يخرج على الناس ليعلن (كذباً) مقتل عدد من المخطوفين، سابقاً، ثم يعود ليتحدث في السياسة، ثم يعلن «انتهاء دور تركيا عند هذا الحد». لم يجد من يسأله عن كذبه سابقاً. وجد أن من الطبيعي الكذب على نساء وأطفال أنهكهم القلق، وربما على شعب بكامله، عبر فيلم «البويا الحمراء» على وجهه.
من جهته، حسم وزير الداخلية مروان شربل أن عوض إبراهيم، بسبب «مرضه وكبر سنه، سيكون هو المفرج عنه اليوم». أكّد شربل لـ«الأخبار» أن ضابطين من الأمن العام ووزارة الداخلية سيسافران فجر اليوم إلى تركيا، لتسلّم إبراهيم، الذي «أصبح في عهدة الأتراك». نبرة صوت شربل توحي بعدم الرضا. هو يعلم أن الجانب اللبناني، عبره شخصياً وعبر الأمن العام، فعل كل ما يلزم لإعادة التركيين اللذين كانا مخطوفين في لبنان. صحيح أن تلك العملية عدّت «تحريراً من الخطف» فقط، لا عملية تبادل. لكن، قيل لاحقاً، إن الأتراك بما لهم من «مونة» على الخاطفين، سيردّون الجميل. هكذا، يبدو أن «الكرم» التركي لن يفيض إلا عن مخطوف واحد. النتيجة تصبح لبنانيين مقابل تركيين.
إلى ذلك، واصل الخاطفون ابتزازهم، إذ صرّح من في الواجهة، أبو إبراهيم، قائلاً: «نحن وعدنا العلماء المسلمين في لبنان (الشيخ سالم الرافعي) بتسليم مخطوفين اثنين، ووفينا بوعدنا، وهنا انتهى دور الأتراك». ولفت إلى أنه تلقى اتصالاً من رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، واتصالات أخرى من النائب عقاب صقر، لافتاً إلى أنه يشترط لـ«عودة التفاوض على الملف اعتذاراً من السيد حسن نصرالله».
يذكر أن المخطوف عوض إبراهيم أطلّ إعلامياً ليشكر خاطفيه على «حسن الضيافة»! قال إن جميع المخطوفين «بصحة جيدة»، وذكر أن الجهة الخاطفة «تريد اعتذاراً من السيد نصرالله للشعب السوري». من جهتها، قالت الحاجة حياة عوالي، التي كانت على متن حافلة المخطوفين، إن السيد نصرالله «لن يعتذر ونحن لا نقبل أن يعتذر... ويلّي بدّن ياه يعملوه».
من جهته، أكّد شقيق المخطوف عباس شعيب، دانيال، أنه وباقي عائلات المخطوفين «لن يرضخوا بعد الآن للابتزاز». وأضاف في حديث مع «الأخبار»، أن على الخاطفين «أن ينسوا فكرة الاعتذار من السيد نصرالله، وأنا أدعو السيد الى أن يعتذر، ولكن من إسرائيل لأنه هزمها وأحرج زعماء العرب الخونة أمام شعوبهم، واليوم يريدونه أن يدفع الثمن... كفاهم مهزلة». وختم شعيب: «إذا كانوا يراهنون على عواطفنا، أو الاستمرار باللعب بنا، فإننا نقول لهم ابقوا المخطوفين لديكم. لا نريد عودتهم على حساب كرامتنا. لا أحد في العالم يذلنا ولن نقبل أن يعتذر لكم السيد... أبقوهم لديكم، حتى لو قتلتموهم، فالموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة».
3 تعليق
التعليقات
-
عن ماذا يعتذر؟يريدون من السيد نصرالله أن يعتذر حتى يطلقوا الباقين ونحن نقول عن ماذا يعتذر السيد وما الخطأ الذي فعله بحق سوريا وشعبها كي يعتذر منه ثم لو سلمنا جدلا أنه سيفعل ذلك فممن سوف يقدم اعتذاره؟ ألأمريكا أولا ولأسرائيل وفرنسا وبريطانيا المستفيدين قبل كل أحد مما يحصل في سوريا؟ أم لقطر وتركيا والخليج الذين لن يدعوا سوريا تلملم جراحها حتى تعم الفتنة جميع أرجاء العالم العربي وتدخل كل بيت من بيوتاته؟ أم للذين جاؤا من الشيشان والبوسنا وأفريقيا وليبيا ومصر ولبنان والكويت والأردن وغيرهم ممن استجابوا لدعوات العرعور والقرضاوي وذهبوا يقاتلون في سوريا طلبا للجهاد بزعمهم؟ وكلمة أخيرة للأخ عوض ابراهيم الذي أطلق سراحة وفيما علمت أنه هو مسؤول الحملة أليس كان جديرا به أن يرفض اطلاق سراحه دون ألآخرين؟ أما كان من الشهامة والكرامة أن يبقى مع الآخرين له مالهم وعليه ماعليهم لاسيما أنه مسؤول الحملة حتى يجعل الله لهم من أمرهم فرجا؟ ثم ماهذا التطبيل والتزمير من المنار والمهنئين أمام دارة عوض ابراهيم احتفاء باطلاق سراحه أليس في هذا جرحا لمشاعر عوائل الأسرى الباقين؟
-
لماذا اجتزأتم ما قاله المخطوفلماذا اجتزأتم ما قاله المخطوف عوض إبراهيم للإعلام؟ نادى الرجل السيد نصرالله طالباً منه الاعتذار للشعب السوري كما قال أنه والمخطوفون الآخرون شاهدوا بأعينهم قصف قوات النظام السوري للمدنيين.
-
مسخرةانا كمواطن لبناني ابحث عن مكامن القوة لدى دولتي حتى تحفظ لي كرامتي و تمنع اي كان في العالم من ان يطال من كرامتي كونها جزء من كرامة الوطن. كون هذا العمل يعتبر عدوانا من "ابو إبراهيم" على الدولة اللبنانية, اسأل نفسي كيف لي ان اثق بالنقاش الدائر حول الاستراتيجيا الدفاعية و لم تقدر دولتي الكريمة ان تردع دولة "ابو إبراهيم" عن العدوان. فرحنا للخطوات الامنية الاخيرة التي كسرت مجالس العائلات العسكرية و القت القبض على "عنتر" الضاحية متمنين إنزال اقصى العقوبات بحق كل من تخول له نفسه النيل من هيبة الدولة, لكن تبقى هيبتي كمواطن , لا بل توازي هيبة ارفع مسؤول في الوطن, واجب على الدولة التي ادفع لها الضرائب حتى تؤمن لي كريم العيش. اما إذا اعلنت انها غير قادرة على ذلك تصبح مقاومة عدوان "دولةابو إبراهيم" شرعيةوجزء من النقاش حول الاستراتيجيا الدفاعية. مسخرة!