شدد رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس غلعاد، أمام مسؤولين أميركيين على أهمية الإلتفات إلى مسألة إعادة الإعمار بعد الحرب. ورأى غلعاد (وثيقة 06TELAVIV3245) أن «القضية الأساسية هي من سيعيد بناء لبنان. لبنان لديه صناديق تبرعات يهيمن عليها الحرس الثوري الإيراني وحزب الله. وإيران عازمة على المساعدة، ولدينا معلومات بأن إيران تمد حزب الله بالنقد لأننا دمرنا بنوك حزب الله. إن من يفوز بحق إعادة بناء لبنان سيفوز بالمستقبل ونصر الله يفهم ذلك».
وحول مرحلة ما بعد انسحاب جنود الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، قال غلعاد إنه يتوقع أن يتوصل حزب الله إلى تسوية مع الحكومة اللبنانية لتسهيل انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان. وقال إن هذه التسوية ستكون بطريقة تسمح بعدم الظهور المسلح لحزب الله في الجنوب، مشددا على أن حزب الله «ليس لديه أية نية للتخلي عن سلاحه».

■ ■ ■

في تقويمه لنتائج الحرب، رأى عضو الكنيست نتان شرانسكي أن «الفائدة الوحيدة من الحرب مع لبنان هي أنها حصلت الآن بدل أن تحصل في المستقبل». وشدد شرانكسي في لقاء مع عضو الكونغرس الأميركي، إد رويس، (وثيقة 06TELAVIV3155) على أن الحكومة الإسرائيلية «كان يجب أن تتوقع قوة حزب الله بشكل أفضل، خصوصا أن المنظمة كان لديها ستة أعوام للتدريب والحصول على المعدات من سوريا وإيران وبناء شبكة معقدة من التحصينات والأنفاق على امتداد جنوب لبنان». وعبر شرانسكي عن ندمه لكون الجيش الإسرائيلي لم يكن مستعدا للمهمة الصعبة. وأشار إلى أن الجيش مدرب لمقاتلة جيوش تقليدية، معتبرا أنه «ربما كان من الأفضل قصف ما وصفها بـ»ثلاثة أو أربعة قواعد عسكرية في سوريا تزويد حزب الله بالتجهيزات».
وحذر شرانسكي من أن حزب الله سوف يخرج من الحرب أقوى حتى لو بقي جزء صغير منه على قيد الحياة. وقال إنه يجب عدم السماح لحزب الله بالمشاركة في الحكومة اللبنانية.

■ ■ ■

في وثيقة تعود إلى 3 شباط 2006 (06TUNIS224) تتناول وضع «حركة 18 تشرين الأول» التونسيّة، ينقل السفير الأميركي في تونس وليم هادسون تفاصيل مؤتمر صحافي عقدته قيادة الحركة شكت فيه من تضييق السلطة عليها. في المؤتمر، يقول زعيم الحزب التقدمي الديموقراطي، نجيب الشابي، إنّه سيرفع دعاوى قضائية على جريدتي «المستقبل» و«اللواء» اللبنانيتين لنشرهما أخباراً مغلوطة عنه، تتعلّق بلقائه أشخاصاً من حزب النهضة الإسلامي الممنوع (رغم أنّ وثيقة أخرى في 23 أيار 2005 (05TUNIS1081) تنقل اعتراف الشابي للسفير الأميركي بحصول لقاء كهذا). يضيف السفير ملاحظة بأنّه علم من ناشطين محلّيين تونسيين، أنّ الصحيفتين اللبنانيتين تعرضتا «لتأثير» السفارة التونسية لنشر هذه المزاعم بحق المعارض التونسي.

■ ■ ■

تنقل وثيقة تعود إلى 21 تشرين الثاني 2006 (06TUNIS2787) زيارة السفير هادسون لوزارة الخارجية التونسية، ولقاءه وزيرة الدولة لشؤون آسيا والأميركيتين فيها، سعيدة شتيوي وتشجيعها على عدم مشاركة تونس في حفل الاستقبال الذي ينظّمه الرئيس اللبناني آنذاك إميل لحود (لمناسبة عيد الاستقلال). ردّت شتيوي بأنّه لا سفير لتونس في لبنان منذ اكثر من سنة، وسيمثل الدبلوماسي الوحيد في السفارة البلاد في الحفل. وتضيف أنّ بن علي لا يريد تسمية سفير جديد قبل أن «تهدأ الأمور». وتتابع بالقول إنّه لو كان لتونس سفير في لبنان «لكنّا سنساند موقف الولايات المتحدة، بطيبة خاطر، في ما يتعلق بالتمثيل في المناسبة». لكن على ما يبدو، لم يكتفِ السفير هادسون بهذا الموقف، إذ يضيف أنّه إذا منع لحود رئيس الوزراء فؤاد السنيورة من المشاركة، فلن تشارك واشنطن في الحفل، وطلب من تونس أن تحذو حذوها. وتوضح الوثيقة أنّ شتيوي لم تردّ على ذلك.