«مدرّعات الجيش السوري غادرت المدن. السجناء أطلق سراحهم. المتمرّدون المسلّحون أعفي عنهم. لكن «يوتيوب» يعرض صور جثة مواطن نصف عارٍ مكبّل اليدين مرمية في أحد شوارع حمص. فمن قتله؟ (...) حتى معارضو بشار الأسد يعترفون بأن الجيش يواجه متمردين مسلحين. وما بدأ كأسطورة يروّج لها النظام انتهى بولادة وحش فعلي. ١٦ مدنياً قتلوا في درعا في الأيام الماضية، لكن ١٥ جندياً قتلوا في البلدة نفسها في يوم واحد، فمن قتل هؤلاء؟»، يسأل الصحافي روبرت فيسك في مقاله في صحيفة «إندبندنت» البريطانية أمس.الإجابات عن أسئلة الصحافي البريطاني قد تكمن في تحقيق لزميلته الفرنسية سارا دانيال، التي نشرت تفاصيل لقاءاتها بعناصر «جيش سوريا الحرّة» ممن لجأوا الى محافظة عكار شمال لبنان، حيث يختبئون، ويخططون ويعودون لتنفيذ عمليات مسلحة ضد الجبش السوري... حسب اعترافاتهم.
أبو حمزة، أبو إبراهيم، أحمد، مهدي، الحسن وإدريس هم عناصر المجموعة الذين التقتهم مراسلة «لو نوفيل أوبسيرفاتور» الفرنسية في إحدى قرى عكار، وعادت بتحقيق عنوانه «في معسكر الجيش الحرّ»، إضافة الى شريط فيديو تروي فيه مشاهداتها وبعض التفاصيل غير المنشورة.
تشرح دانيال تحركات شباب «جيش سوريا الحرّة»، الذين تتراوح أعمارهم بين ١٨ و٢٥ سنة، بعضهم كان في جهاز الاستخبارات السورية. «الأئمة والشيوخ هم من استقبلوهم في عكار، وهم من يؤونهم في البلدات الآن»، تشير دانيال. ورغم بعض الصور التي تظهر السلاح بأيدي أولئك العناصر، تقول دانيال «إنهم ليسوا مسلحين تسليحاً جيداً». الصحافية الفرنسية تنقل عن الذين قابلتهم أنهم «يخوضون حرب شوارع في حمص... حرباً طائفية بامتياز». ثم تقول في أحد ردودها على القرّاء إن معظم من التقتهم عبّروا عن «كرههم لإيران ولحزب الله حتى أكثر من الأسد».
أبو حمزة يقول إنه جاء للتو من حمص، حيث عمل ممرضاً في إحدى العيادات السرية، وعندما ألقي القبض عليه «نزع المحققون أسنانه بعدما رفض إعطاء أسماء الأطباء الذين يعالجون الجرحى». هو يروي أنه استطاع الإفلات من معتقليه «لقاء مبلغ خمسة آلاف دولار».
أبو إبراهيم يعرّف عن نفسه بأنه عنصر سابق في الاستخبارات، ويشرح أنه انتقل الى صفوف المعارضة «عندما أمره المسؤول عنه بأن يصفّي عدداً من الجرحى». وها هو الآن «ينظّم مجموعته الصغيرة ويرسلها لتنفيذ هجمات ضد الجيش السوري» تقول دانيال، وتروي «في أحد الأيام زفّ أبو إبراهيم خبراً مهماً لعناصره، وقال لهم: ستعودون غداً الى سوريا، حيث ستعملون سراً على تجنيد عناصر جدد في صفوفنا».
أحمد يشرح لدانيال أنه شارك في معركة الحولة في حمص، وأن مجموعته «نجحت في قتل نحو تسعة جنود سوريين». أما مهدي، من حمص، فيقول إنه «على اتصال بنحو ٣٠٠ جندي سنّي في الداخل السوري، ينتظرون مساعدة دولية وفرض حظر جوي لتنفيذ انقلاب عسكري وإلا... فسنسحق جميعنا».
(الأخبار)