دُمّرت الرقة ونُكب أهلها، إلا أن الخُلّص من أبنائها يُصرّون على إعادة الحياة إلى مدينتهم المنكوبة بطريقة أو بأخرى، وهذا ما دفع الكاتب إسماعيل خليل الحسن إلى توقيع باكورة أعماله الأدبية في مدينة الرقة، لتكون روايته «ذاكرة العوسج والصبار»، أول إصدار يحتفي به من عاد إلى المدينة من مثقفي الرقة بعد تدميرها.تتحدث الرواية التي كتب الحسن مخطوطها قبل سنوات ولم يكن بوسعه إصدارها حينها، عن حقبة الخمسينيات والستينيات في سوريا، وما رافقها من خيبات وانكسارات بعثرت مكونات المجتمع السوري، وأحيت فيه الانتماءات الثانوية للعائلة والطائفة والعشيرة على حساب الانتماء للوطن، ما دفع الانتهازيين إلى الأمام، وازداد التكالب على السلطة اعتماداً على النزعات الطائفية لما تحققه للسلطوي من حمايات ودفاعات، وكل ذلك على حساب مشروع نهضوي ديموقراطي، ومن ثم إنساني، يغلق باب الانهيار المتوقع سالفاً.
تدور أحداث الرواية بين الريف السوري والمدن الرئيسة كدمشق وحلب وحمص، وصولاً إلى إيطاليا، وينتمي أبطالها إلى أحزاب سياسية وإثنيات مختلفة. تتفاعل الشخصيات وتتنافر وفق مصالحها وتسلسل الأحداث ضمن السردية الروائية التي تسلط الضوء على أحداث سياسية مفصلية في تاريخ سوريا بعد الاستقلال وصولاً إلى تسلّم الرئيس حافظ الأسد السلطة.
ينحدر إسماعيل خليل الحسن من بلدة حمام التركمان في ريف الرقة الشمالي، وكان تعرض للاعتقال عام 1980 أثناء دراسته الحقوق في جامعة دمشق، حيث أمضى 11 عاماً في المعتقل، كتب خلالها مخطوطاً في الشعر وآخر في الرواية، ولم يتمكن من طباعتها قبل الآن. فكانت «ذاكرة العوسج والصبار» أوّل إصداراته.