«الباكي الحزين» الغوطاني... في ضيافة «الجاحظ»

  • 0
  • ض
  • ض
«الباكي الحزين» الغوطاني... في ضيافة «الجاحظ»

يمرر أنامله بين الأوتار، تترك رؤوس أصابعه بصماتها على ألحانه، فيصعد الـ«دو» مع روحه ويهبط بـ«الري» لتتحرر أنفاسه. «جراح قلبي طالت، ودموع سالت، وشكوى قلبي إليك يا ربي... يا قلبي يا مجروح». مقطع من أغنية للموسيقار فريد الأطرش، اعتاد علي تباب، أبو رأفت، أداءها. يجلس الرجل كل يوم في التوقيت نفسه، على المقعد ذاته، في حديقة «الجاحظ» وسط العاصمة دمشق، لتختلط موسيقاه بحفيف الأشجار والمارة من حوله. «في حضرة العود لا مجال للكلام»، يقول أبو رأفت لـ«الأخبار». ويضيف «بدأت العزف سنة 1964، لتأثري العميق بالراحل فريد الأطرش. كنت أعمل خياطاً، لكن شغفي بالموسيقى تغلب على عملي، فأخذ الحيز الأكبر من وقتي». العود هو الحياة في نظر الرجل، يرحل معه إلى عالم يفيض بالحزن، بعد أن فقد ابنه وزوجته إبّان سيطرة الفصائل المسلحة على بلدة «كفربطنا» في الغوطة الشرقية، وهاجر ولداه الآخران. «حتى عام 2014 كنت ألحّن وأكتب بعض الكلمات، لكن اليوم لا أستطيع. أشعر أن ألحاني جفّت»، يقول. ويضيف «يعرفني زوار الحديقة جيداً، سنحت لي فرصة تعليم العزف لمجموعة من الشبان والشابات الذين اعتبرهم اليوم كأولادي، وأحرص على متابعتهم وتنمية مهاراتهم». يعلق أبو رأفت على الوضع الفني الحالي بالقول «نعيش اليوم حالة مربكة مع الموسيقى. الأغاني التي تُطرح اليوم تقدم نفسها للمستمع معتمدة على الصخب وبلا أدنى معنى للكلمات». يتوقف عن الحديث ليصلح دوزان عوده، ثم يردف «باختصار، تشويه للأذواق». يحكي عن تأثره بالموسيقار فريد الأطرش «عندما كنت صغيراً، كنت أجمع مصروفي اليومي كي أشتري أفلام وأغاني فريد، هو في دمي، ولولاه ما أحببت الموسيقى ولا العود». يقول أبو رأفت «أطلقت إحدى الإعلاميات المصريات لقب: الباكي الحزين، على فريد. ربما أكون الباكي الحزين الثاني».

0 تعليق

التعليقات