حياة «طبيعية»

  • 0
  • ض
  • ض
حياة «طبيعية»

لا يتلفّت الحلبيون حولهم كثيراً هذه الأيام. تمكن ملاحظة هذه الظاهرة بوضوح، وسواء كان السائر وحيداً أم يرافقه أحد. المشاهد السورياليّة المنتشرة بكثرة في «الأحياء الشرقيّة» باتت حالة مألوفة وطبيعية لساكنيها. يعبر رجل عجوز الكادر، لا يلفته التناقض الكبير بين نظافة الشارع وتكوّم القمامة «بأناقة» في الحاوية. لا تسترعي انتباهه حُفر الطريق، أو يلفت نظره جدار المدرسة المهدّم. يمكن لمن يغمض عينيه أن يتوهم أن «الأمور ماشية». فصوت التلاميذ يتردد من داخل المدرسة رغم كل شيء. كي تكتمل الصورة، ثمة ما يجب إخباره عن أحوال أولئك التلاميذ، في مدرسة اليرموك الابتدائية (حي الكلّاسة). لا مراحيض في المدرسة. لم تشملها خطط الترميم بعد، حالها كحال مدارس أخرى. ربما لم تتنبّه الوزارة المعنية إلى أن المراحيض ضرورية لسير العملية التعليمية بشكل طبيعي. المهم كان أن تفتح المدارس أبوابها أبكر من كل عام. «وين بتروح بحالك»؟ نسأل طفلاً من تلاميذ المدرسة، فيجيب ببساطة «مناخد إذن من الآنسة، منروح عالبيت، منقضي حاجتنا، ومنرجع ع المدرسة».

0 تعليق

التعليقات