على رغم اختلاف الثقافة والحياة في الهند عمّا في سوريا، لم يلاقِ عبد الله قاضي (27 عاماً)، ابن محافظة إدلب، صعوبة كبيرة في التأقلم مع الحياة في الهند، وخاصة أنها «بلد التناقضات» كما يصفها كل زائر لها.قصد الطالب السوري شبه القارة الهندية بعد قبوله في منحة تبادل ثقافي بهدف إكمال الدراسات العليا في الصيدلة، عبوراً بأربعة مطارات من بيروت إلى الشارقة، ثم دلهي وصولاً إلى بوبانسوار في ولاية أوديشا، تاركاً وراءه تسع سنوات من التشتت! انتقل عبد الله خلالها من قريته معرتمصرين في ريف إدلب مع بدء الأزمة فيها قاصداً مدينة حلب لاستقرار الوضع فيها، وأيضاً لدراسة الصيدلة في جامعتها.
اعتاد عبد الله خلال سنوات استقراره في حلب المأكولات الغنية بالبهارات التي يشتهر فيها المطبخ الحلبي، ما سهَّل عليه تقبّل كثرة التوابل الهندية في الطعام، على الرغم من وجود بعض الاختلافات في المذاق. لكنه لا يزال يلاقي صعوبة في مواجهة ارتفاع أسعار زيت الزيتون مقارنة مع بقية السلع، بعد أن اعتاد «البذخ» في استهلاك الزيت الممتاز عندما كان في إدلب، حيث كان يملك والده أرضاً مزروعة بالزيتون تدرّ عليهم فائضاً عن حاجتهم سنوياً، كان ذلك قبل أن تسيطر «جبهة النصرة» على المنطقة.
وبعد تخرّجه في كلية الصيدلة، ومع سوء الأوضاع الأمنية في حلب، اضطر عبد الله إلى الانتقال إلى اللاذقية مع عائلته، حيث استقر فيها لمدة أربع سنوات عانى خلالها من اختلاف الطقس، وخاصة ارتفاع معدل رطوبة الجو في المدينة الساحلية، إلا أن الأمر ذاته سهّل عليه التأقلم مع طقس المدينة الهندية ذات الرطوبة العالية، إذ لا ينخفض معدلها عن 90% طوال العام. يمشي عبد الله في شوارع المدينة الهندية بعد أن تعرَّف على عدة طرق ومناطق سياحية فيها، قائلاً «من يعِش في سوريا في ظل تلك الظروف يستطِع التأقلم مع أيّ وضع جديد»، ويردف ضاحكاً «حتى الأزمة في البلد كان لها فضل علينا».