تقف سوسن حرب، وراء طاولة في محلها الصغير الذي لا تتجاوز مساحته بضعة أمتار، من ناصية «شارع البلدية» في مدينة السويداء. على الطاولة وضعت الصاج المدوّر، وإلى جانبه تتوزعُ أوانٍ، ملأ إحداها العجين الأصفر الفاقع اللون، وآنية أخرى للزيت، وثالثة للطحين.

حوّلت حرب حلوى «المرشم» من أكلة شعبية تقليدية، إلى مشروع اقتصادي يوفر مصدر قوت لعائلتها. تحدثنا السيدة، بينما تواصل عملها كي لا تخسر الوقت، «أسعى لتحقيق ذاتي من خلال عملي بصناعة الحلويات، أعيل أسرتي وأكسب الرزق الحلال» تقول السيدة إلى «الأخبار». وتضيف «على الإنسان الاعتماد على نفسه، كي يأكل من تعب يديه. هذا أفضل من أن يجلس في بيته ويندب حظه وظروفه».
تؤكد حرب أنها لم تتهاون يوماً، أو تتقاعس عن القدوم إلى محلها مهما كانت الظروف، من دون أن يعيقها سكنها في قرية بعيدة عن مركز المدينة. يقطع حديثها صوت استواء العجين، تقلبه ثم تستأنف حديثها، تقول «المرشم، واللزاقيات، والزلايب، والمغربية، وغيرها من الحلويات التي أعدّها في محلي، هي من عادات أجدادنا وأهلنا إذ أمضينا طفولتنا ونحن نأكلها ونتعلم صنعها».
تحتفظ السيدة بسرها الخاص في تحضير حلوياتها، ولا سيما «المرشم»، إذ استطاعت أن تحافظ على مكوّناته الأصلية التقليدية، مع إضافات أصناف من البهارات الخاصة بها. «صار لديّ زبائني الذين يتفقون معي قبل المناسبات والأعياد، لإعداد طلبيّات حلويات خاصة لهم» تقول. تؤمن حرب بأن «المرأة قوة المجتمع وأساسه، والنساء شقائق الرجال، وعليهن العمل». نسأل عن صعوبات عملها، فتجيب «أي عمل يكون صعباً في بداية ممارستنا له. لكن من لديه الإصرار والإرادة، فسيتغلب على كل شيء».