بعد أدائه صلاة الجمعة، يخرج سمير حمود إلى ساحة بلودان العامة. يقف وسط تجمّع عدد من العائلات القادمة من دمشق بقصد التنزّه. يلتقطُ بعض الصور ليُرسلها إلى أولاده المسافرين خارج البلاد، مخبراً إياهم بأن «الموسم قد بدأ». يبلغ سمير السبعين من عمره، ويعمل في «مؤسسة مياه الشرب في بلودان والزبداني» في ريف دمشق. يقول لـ«الأخبار» «جميع سكان المنطقة يعرفونني وأعرفهم. أعيش هنا منذ ولادتي، وأعرف بلودان منزلاً منزلاً».يلفّ حمود (أبو محمد)، رأسه بقطعة قماش، ويرتدي ثلاث طبقات من الثياب، مع ذلك يقول إن «الشتاء لم يأتِ بعد، الشتاء الحقيقي يكون، حين يصبح الثلج بمستوى الركبة، أما الهطولات التي حصلت فهي بمثابة التحضير للثلج الكبير». اعتادت منطقة بلودان، غربي العاصمة السورية، أن ترتدي الثوب الأبيض طوال فصل الشتاء، وهي واحدة من أكثر المناطق التي يقصدها أبناء دمشق من أجل التمتّع بمنظر الثلج واللعب به، كما تشتهرُ هذه المنطقة صيفاً بمنتزهاتها الشعبية ومأكولاتها الطازجة. يقول أبو محمد عن بلودان «هذه المنطقة مباركة، والخير يأتيها من السماء كل عام». يُمسك قطعة من التين المجفّف، يقدّمها لنا، ويقول «السكر هنا أحلى». أبو العز علقم، صاحب بسطة فواكه مجفّفة، يقول إن «موسمنا صيفي وشتوي. في الصيف يأتي الناس للاصطياف، وفي الشتاء من أجل التمتع بمشهد البياض واللعب بالثلج». ويضيف «أقف هنا في أيام العطل، من الصباح حتى المساء». يتحدث أبو العز، عن جودة منتجات بلودان، ويقول: «الأشجار هنا تشرب من الأمطار، رويداً رويداً، والأرض تمتلئ بالماء العذب».